الإعلان بين وقت وآخر عن جوائز المتميِّزين، يثير كل الناس. تخيلوا حينما أقول إن الشيخ أحمد الغامدي، فاز (مثلاً مثلاً) بجائزة الوسطية في الفتوى السعودية، أو أن محمد الشلهوب فاز بجائزة أهدأ لاعب سعودي، أو أن مكتبة جرير هي الأكثر فهماً لمتطلبات تقنيات التواصل.
تخيّلوا أن نقيم حفلاً لتتويج الفائزين بجوائزهم. وأن تحضر شخصية اعتبارية من قبل الدولة لتتويج الفائزين بهذه المناصب الشرفية؟
أكيد أن كل المشايخ في السنة التالية، سيحرصون على الإتيان بمجهودات فتوية، تتفوَّق (مثلاً مثلاً) على مجهودات الشيخ أحمد الغامدي، وأن كل اللاعبين سيحاولون التفوّق على هدوء المبدع محمد الشلهوب، وأن كل المكتبات ستجتهد في اللحاق بركب مكتبة جرير، في توفير التقنية المعلوماتية.
إذاً، ومع تأكيدي على أن الأمثلة التي ذكرتها افتراضية، فإن الجوائز السنوية، هي التي تحرك عجلة التنافس بين المبدعين، وإن لم تكن لدينا هيئة وطنية تديرها جهة غير حكومية، غييير حكومية، تمنح جوائز سنوية للمبدعين والمتفوّقين، العاملين في القطاعات الخدمية، فإننا لن نحفز أحداً، وسنترك الساحة للكسالى والتنابلة ليديروا حياتنا، كما هو الحاصل اليوم في المستشفيات والبنوك والخدمة المدنية والتربية والتعليم والطرق والإسكان والتقاعد وأمن الطرق والمرور والمحاكم. تخيّلوا لو أننا منحنا جائزة وطنية سنوية، لأفضل قاض ينهي أكثر عدداً من القضايا التي تنقذ حياة الناس، ماذا سيحل بقضائنا؟