قلنا في المقالة السابقة إن (الحقيد الكذابي) أو بالمعنى الأصح العقيد القذافي كما كان يسميه شعبه يتدخل في كل معارضة تحدث في العالم وينفق عليه الملايين من ميزانية الشعب الليبي الحزين، فهو مثلاً دعم الجيش الجمهوري الأيرلندي مثلما دعم الجيش الأحمر الياباني، ويدعم منظمة (الباسك) مثلما يدعم منظمة (مورو)، أي أنه كان يدعم أي معارضة بغض النظر عن توجهاتها الأيدلوجية حتى التي لا تتفق مع نظريته الثالثة أو التالفة، لا فرق، وكان في كل (دعاماته) المالية الغريبة التي تخضع لمزاجه المتقلب العجيب وتماماً مثلما زعل من الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- قرر إزعاج المملكة بشراء ضمائر بعض زعماء القبائل المتاخمة للمملكة، وكان بذلك يمهد للحوثيين لشن حرب على حدود البلاد الجنوبية، وحين خاب سعيه في تلك الحرب، اتجه إلى ضخ آلاف الشباب اليمنيين والأثيوبيين والإريتيريين والسودانيين إلى قلب المملكة من أجل القيام بما يؤمرون لاحقاً من أحداث واصطرابات، ومن ثم شهر السلاح والإخلال بأمن البلاد، وهذه الفكرة لم تزل ماثلة حتى اليوم ومن لا يصدقني فليذهب إلى محطة جرش على طريق الثمامة وليأخذ كما شاء من المرتزقة الرجال وبأقل الرواتب.
لذا يا صاحب السمو الملكي وزير الداخلية محمد بن نايف أرجو أن تكلف رجالك الأبطال بالتحقيق مع بعض عينات من تلك العمالات لتبيان أهدافها الخائبة ويبقى القول أخيراً. ليقرأ كل سعودي وثائق القذافي الخطيرة في جريدة الشرق الأوسط ليعرف ما كان يدور حولنا.