في عصر يوم الثلاثاء الماضي2-4-1434هـ سبقنا في الرحيل عن هذه الحياة، صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز آل سعود (أمير منطقة الرياض) رحمه الله رحمة واسعة وتغمده بواسع عفوه ومغفرته، سبقنا وقد ترك مآثر وقيماً تسطر في سجل مسيرته العطره تلك المسيرة التي لا تنسى في خدمة الدين والوطن، رحل ذلك الرجل الفذ الذي جل قدره وعظمت مكانته وتسامت نفسه إلى العلياء:
إذا جلّ قدر المرء جلّ مصابه
وكلُّ جليل بالجليل يصاب
تعودنا منه الاهتمام بالعمل ومتابعته الشخصية لكافة الجوانب المتعلقة به، يعقد الاجتماعات السنوية لقائد القوات وقائد المنطقة والقادة الميدانيين، نعم افتقدت القوات الخاصة لأمن الطرق بهذه المنطقة ذلك العلم ودعمه اللا محدود منذ أن كان نائباً لمنطقة الرياض من أجل الحفاظ على الأمن باهتمامه بمراكز الضبط المختلفة وعنايته التامة في استحداث المراكز والقيادات الجديدة وتغطية كافة الحدود الإدارية للمنطقة، التي كان آخرها تدشين سموه رحمه الله لافتتاح قيادة دوريات أمن طريق عفيف التي ضمت عدداً من المراكز الأمنية، وكذلك دعمه وتسهيله لاستكمال إجراءات استحداث مراكز الضبط وتطويرها. وكان صاحب اليد الطولى في تطوير مركز العلميات الرئيس في القوة الخاصة لأمن الطرق بالمنطقة بتوجيهاته ودعمه مع الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض مما جعل مركز العمليات الرئيس في القوة أنموذجا حياً استفاد من التقدم التقني والتطور في تسهيل خدمة المواطنين وغيرهم من مرتادي الطرق، ولقد اهتم بأمانته فاهتم به الآخرون فلم يتوان أو يتأخر في أمر يصب في مصلحة هذا البلد. لقد افتقدنا ذلك الوجه الذي تمتع بالبشاشة والتواضع.
وأحسن أخلاق الفتى وأجلُّها
تواضعُه للناس وهو رفيع
رحم الله الفقيد، رحل وقد غرس في النفوس حب الوطن وغرس في القلوب حسن التعامل، وبذل نفسه ونذرها لأداء ما أوكل إليه من أمانة، إن لرحيله بعد في الجسد ولكن القلوب لا تنسى المخلصين من رجالات الدولة الذين جعلوا من الدين نبراساً وديدناً لامتثال منهجه في جوانب حياتهم، والمرء في هذه الدنيا في عداد الراحلين ولكن المستنير بعقله وفكره لا يجعلها خطوة عابرة بلا نجاح وتحقيق الآمال الواعدة ولكنه يضع أهدافاً يسعى لها ويكون مفتاحا وباباً لكل خير وكل صلاح وإصلاح.
وإننا في القوة الخاصة لأمن الطرق في منطقة الرياض ضباطاً وأفراداً ومدنيين لنتقدم بأحر التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وإلى كل أبناء الفقيد وعائلته الكريمة والشعب السعودي في وفاة فقيدنا الغالي الذي رسم في القلوب محبته وسموه وتواضعه، لا ينسى ذلك الرجل الشهم الوفي المخلص.
يقول ربنا في الآية الثامنة والثلاثين من سورة الرعد {لكل أجل كتاب}. إذا جاء الأجل انقطع الأمل إلا من رحمة الله سبحانه وتعالى، إننا لندعو الله أن يجعله في عداد الصالحين وأن يحشره مع الذين لاخوفٌ عليهم ولاهم يحزنون، وأن يرفع قدره بالآخرة كما رفعه في الدنيا وأن يجعل مآله إلى خير ويسكنه من الجنة فردوسها.
العقيد خالد بن صالح الغامدي - قائد القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة الرياض المكلف