نعم، إنا لله وإنا إليه راجعون، كلمة وجهنا إليها القرآن الكريم، بها تطمئن القلوب، وتهدأ النفوس، وبها يستجلب الصبر، ويعظم عند الله الأجر، وينشرح الصدر.
لم يمت يوسف بن علي -رحمهما الله - ذكرى طيبة وذكراً حسناً، وثناء عطراً، ودعاء له من ذويه ومحبيه، وهذه هي الحياة الطيبة التي لا تنقطع وإن فارق الإنسان الحياة، فالذكر للإنسان عمر ثان.
بشرت خالتي الغالية عزة بنت محمد علي سحاب الغامدي ببيت الحمد في الجنة أملاً في فضل الله الذي وعد عبده الحامد الصابر على فقد فلذة كبده ببيت الحمد في جنات النعيم، وكأني به بيتاً شامخاً باذخاً مضيئاً على رابية لا رأت مثلها عين ولا سمعت بمثلها أذن.
لقد أكدت لي وفاة أخينا الحبيب يوسف بن علي بن يحيى الغامدي عظمة الأخلاق في حياة الإنسان وبعد مماته، وفضل التعامل الحسن مع القريب والبعيد، والأثر العميق الذي تتركه الابتسامة في نفوس الناس، وهذا ما أجمع عليه الذين عرفوا يوسف وتعاملوا معه.
وكأني بحب الناس ليوسف -رحمه الله- يقول لنا: هكذا يعظم أثر الأخلاق التي بعث الرسول عليه الصلاة والسلام متمماً لصالحها، وكان كما قال عنه ربه سبحانه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
تحية لكم أهل يوسف بن علي ووالدته وإخوته، فقد برزتم في أيام عزائه بروز الصابرين المحتسبين، أما زوجته الوفية سارة بنت عبدالله بن عثمان الغامدي فلها تحية خاصة على حبها الكبير ليوسفها ووفائها له، وصبرها الجميل على فراقه.
كلكم يستحق الشكر ابتداء بمحمد بن علي أبي عبد الإله وانتهاء بأصغر إخوة يوسف، أسأل الله ألا يحرمكم الأجر. أما أخوكم عبد العزيز بن علي أبو عمر فله شكر خاص لملازمته ليوسف فترة مرضه حتى وداعه الوداع الأخير، جزاه الله خيرًا.
يبقى لنا أن نشكر إخوة يوسف الذين لم تلدهم أمه فقد أجملوا وأكملوا وأثبتوا أن الحب في الله هو الحب الأصدق الأعمق الأبقى.
اللهم ارحم ابن خالتي يوسف وموتانا وموتى المسلمين واجمعنا بهم في جنات النعيم.
قد مات، أصدق ما يقال عن الفتى
قد مات تلك نهاية الإنسان
towa55@hotmail.comaltowayan@ :تويتر