الجزيرة - هبة اليوسف:
وجهت حرم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الأميرة حصة بنت طراد الشعلان خلال رعايتها لحفل تكريم رائدات الشورى بجامعة الأميرة نورة مساء الأول من أمس رسالة للعضوات أوصتهم فيها بالتريث قائلة: الصبر.. الصبر وعدم الاستعجال، مشيرة سموها إلى أن العضوات أضأن المجلس في انضمامهن الأول وأضفن له الكثير بما هن عليه من الكفاءة والخبرة الواسعة حيث يمثلن نخبة فاضلة من سيدات المجتمع وهن نموذج مشرف للمرأة السعودية.
وعبرت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة هدى العميل خلال كلمة ألقتها بهذه المناسبة عن سعادتها وفخرها بهذه الكوكبة المميزة من السيدات السعوديات، مبينة أنه منذ أعلن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- قراره الحكيم بتعيين النساء في مجلس الشورى ومنح المرأة حق الترشيح والانتخاب في المجالس البلدية، والمملكة تترقب هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ المرأة في بلادنا وهي تخطو لمجلس الشورى لتمارس دورها في صناعة القرار يداً بيد مع أخيها الرجل.
وأضافت العميل: إن هذا القرار التاريخي ينطلق من الوعي بأن تنمية المجتمع الفعلية لا تتحقق إلا بمشاركة تامة من المرأة في جميع مناشط الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعملية وهو قرار مقتد بالنهج النبوي الكريم وما تتضمنه مبادئ الشريعة الإسلامية.
وتقدمت العميل نيابة عن المرأة السعودية بالشكر لخادم الحرمين الشريفين على دعمه الكبير لنهضة المرأة في بلادنا وحرصه حفظه الله على تعزيز دورها التنموي، مشيرة إلى أن رعايته الأبوية ونظرته الرشيدة للمرأة وثقته العظيمة بها ومتابعته لتمكينها، كان لها الأثر العظيم في أن تخطو المرأة بقدم ثابتة نحو الأمام.
وهنأت مديرة جامعة الأميرة نورة العضوات اللاتي وقع عليهن الاختيار السامي ليشاركن في صنع القرار قائلة: أهنئ الوطن بكن، وأهني جامعة الأميرة نورة بشكل خاص فمما تعتز به الجامعة أن يقع الاختيار السامي على سبع من عضوات هيئة التدريس فيها.
وأضافت: إننا نرنو باعتزاز بالغ إلى أخواتنا في مجلس الشورى وهن يبدأن خطواتهن الأولى نحو المشاركة القيادية في خدمة الوطن في نطاق من القيم الدينية والمبادئ الإسلامية العليا.
وأشادت العميل بهذه النخبة المميزة من نساء الوطن اللاتي يحملن دوراً طليعياً في مجال مشاركة المرأة السياسية في بلادنا ويمثلن نموذجاً مشرفاً للمرأة السعودية بما هن عليه من الكفاءة العلمية العالمية والخبرة الواسعة والروح الوطنية المخلصة.
وأوضحت عضوات الشورى بدورهن خلال كلمة ألقتها نيابة عنهن الدكتورة فردوس الصالح أن قرار إشراك المرأة السعودية في عضوية مجلس الشورى اليوم يؤكد على أهمية ما وصلت إليه المرأة من مكانة مرموقة تؤهلها للمشاركة الفاعلة في النهضة، والإسهام البناء في دفع عجلة التنمية بعد أن أثبتت قدرتها على الإبداع والمنافسة وإثبات الذات داخل المملكة وخارجها في شتى المجالات بدعم من ولاة الأمر.
مشيرات إلى أنهن يعتززن بهذه الثقة الملكية الكريمة والتي تؤكد التطلعات التي رسمها الملك عبدالله -حفظه الله- ليتيح للمرأة أن تتبوأ المناصب القيادية والمشاركة في إبداء المشورة في كل ما من شأنه الارتقاء بالمجتمع السعودي إيماناً من خادم الحرمين الشريفين بأن نصف المجتمع ينبغي أن يدعم المجتمع كله. وأن العقول المميزة لدى رجال هذا البلد ونسائه لابد أن تتلاحم معا لتبدع مستقبل الوطن المعطاء.
وعاهدت عضوات الشورى خلال كلمتهن على الوفاء بحق هذه المكرمة الثمينة وبذل الجهد والوقت ليكن عوناً لأشقائهن أعضاء المجلس في السير في سبيل الخير والرشاد وخدمة الوطن.
وعلى هامش حفل التكريم التقت الجزيرة برئيسة قسم الثقافة والتعليم بالسفارة اليابانية يوكيكوكو نستانتينسكو والتي أشادت بهذا الإنجاز العظيم للمملكة مشيرة إلى أن تجربة دخول المرأة السعودية لمجلس الشورى تجربة مميزة يحتذى بها، حيث تجاوز عدد السعوديات المشاركات في صنع القرار السياسي من عضوات المجلس اليوم عدد مثيلاتهن في البرلمان الياباني قائلة: نحن في اليابان يجب أن نتعلم من تجربة المملكة التي انتقت سيدات متميزات بأعمالهن وإنجازاتهن خارج وداخل المملكة ليمثلن صوت المرأة السعودية ويدافعن عن قضاياها وحقوقها.
وذكرت حرم السفير الأمريكي الدكتورة جانيت سميت أن هذا الانتقال في وضع المرأة السعودية غير مستغرب على امرأة أثبتت نفسها داخل وخارج المملكة واستحقت بقدرتها على تحمل المسؤولية أن تكون شريكة في صنع القرار وأن تتقاسم المسؤولية مع نظيرها الرجل.
وأشارت سميت إلى أن المرأة السعودية لطالما تحملت مسؤولية منزلها واتخاذ القرار فيه وهي جزء من مسؤولية اتخاذ القرار للبلد. مبينة أنها تعرف تماماً ما يشعرن به العضوات من مشاعر الفرحة والفخر الممتزجة بالخوف كونها تقلدت منصباً في الكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يوازي عضوية الشورى بالمملكة.
وأشارت عضو الشورى الدكتورة مستورة الشمري إلى أن توزيع العضوات على اللجان جاء تنفيذاً للرغبة الأولى لهن بنسبة 82% ومن ثم الرغبة الثانية وبالتالي تم حصرهن حسب رغبتهن في سبع لجان من أصل 13 لجنة تشكل تخصصاتهن الطبية والأكاديمية وهي: اللجنة الاجتماعية، لجنة الإدارة والموارد, اللجنة التعليمية, لجنة الثقافة والإعلام لجنة الشئون الخارجية, لجنة الصحة والبيئة ولجنة حقوق الإنسان.
وأبانت الشمري أن الجلسة الأولى تجلت فيها آلية عمل المجلس وذلك بعد الاطلاع على عمل اللجان الداخلية والقضايا المطروحة، والتي كشفت عن دور المجلس الذي يعتبر سلطة تشريعية رقابية على جميع الجهات التنفيذية الحكومية.
وقدمت بدورها عضو الشورى الدكتورة دلال الحربي شكرها لجامعة الأميرة نورة على هذه اللفتة الكريمة والتي تعبر عن الاعتزاز بقرار خام الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متمنية أن تكون وزميلاتها عند حسن ظن القيادة بهن وأن يقدمن ما هو مأمول.
وأشارت الحربي إلى أن دخول المجلس أمر مهيب لكن ومن اللحظة الأولى شعرت بالارتياح وذلك منبعه الإدارة الجيدة من قبل معالي رئيس المجلس والأعضاء مبينه أن الجلسة الأولى كانت مفيدة والنقاش فيها كان مثمراً، موضحة أن وجود المرأة في مجلس الشورى سيدعم قضاياها فخير معبر عن المرأة هي المرأة نفسها.