|
حائل - عبدالعزيز العيادة:
تفتح حائل قلبها مجدداً للاستثمارات والمستثمرين لتعانق المستقبل، وتؤكد أن البيئة الجاذبة لا تصنعها المصادفات، ولكنها واقعٌ ينطلق من معطيات على الأرض والموقع والتسهيلات.. وها هي الغرفة التجارية الصناعية بدعم من أمير منطقة حائل وسمو نائبه والأمير عبدالله بن خالد، وبوجود ربانها ورئيس غرفتها خالد العلي السيف ورفاقه أعضاء المجلس، تؤكد أن الكل على موعد مع النجاح وحائل والأرباح.. فمساء اليوم هو مساء مختلف، يلامس الحلم بعد أن أصبح الصرح الشامخ لمبنى الغرفة الجديد واقعاً يصافح السحاب، ويستحثها على المطر باتجاه بذور الخير والأجيال القادمة تحت مظلة منتدى واعد هو منتدى حائل للاستثمار في نسخته الأولى، الذي جاء في توقيت مهم ليقول للجميع «أهلاً بالاستثمارات في حائل».
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، وبحضور معالي وزير التجارة والصناعة ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار، تقيم الغرفة التجارية الصناعية بحائل مساء اليوم احتفالاً كبيراً وكرنفالاً مدهشاً بمناسبة تدشين مبناها الجديد، الذي يتزامن مع انطلاق أول منتدى للاستثمار في عروس الشمال حائل، إضافة إلى تكريم رواد القطاع الاقتصادي بالمملكة. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل أن المملكة حققت نجاحاً كبيراً في التنمية الاقتصادية بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بالسياسة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - التي كان من أبرز أهدافها تحفيز عملية الاستثمار المحلي في الأنشطة الاقتصادية المختلفة عن طريق تبني الدولة سياسات الدعم المباشر وغير المباشر لأسعار مدخلات الإنتاج وأسعار بعض المنتجات الغذائية والزراعية والصناعية واستقطاب التقنيات الحديثة التي أمكن تأمينها من خلال الإعانات والقروض السخية التي قدمتها الدولة للصناعيين والمزارعين وأرباب القطاعات التجارية والخدمية دون فوائد.
وقال سموه في تصريح بمناسبة عقد منتدى حائل للاستثمار الأول 2013م وافتتاح مبنى الغرفة التجارية الصناعية بحائل الجديد: «لا غرو أن السياسات الحالية والمستقبلية لاستراتيجية التنمية الاقتصادية بروافدها المختلفة في المملكة تهدف إلى المحافظة على الإنجازات والمكتسبات التي تحققت، إلى جانب الحرص على الاستخدام الآمن والمرشد للموارد الطبيعية وإيجاد التوازن المطلوب بين الاحتياجات المتنوعة لأهالي منطقة حائل». لافتاً سموه إلى أن منطقة حائل تنفرد عن غيرها من المناطق الأخرى بمزايا عدة، منها ملاءمة الأجواء المناخية؛ ما جعلها بيئة مناسبة للاستثمارات السياحية والصناعية والزراعية.
وأضاف سموه بأن الحكومة الرشيدة أصدرت التوجيهات لجميع الوزارات المعنية لدراسة فرص الاستثمار المتاحة في مناطق المملكة كافة، ومن بينها منطقة حائل. مفيداً بأن منتدى حائل للاستثمار 2013م يهدف إلى إلقاء الضوء على تلك الفرص الاستثمارية في مجتمع المال والأعمال في المملكة لتحقيق الأهداف المنشودة في عالم مليء بالتحديات والتغيرات المتسارعة, وباتت الحاجة ملحة إلى التحرك الإيجابي نحو إيجاد حلول مبتكرة في عالم المال والأعمال.
وقال سمو أمير منطقة حائل: إننا نسير في خط متواز مع التطورات التي تطرأ على حركة التجارة العالمية. مبيناً أن غرفة حائل تسعى من خلال الدور الجوهري للغرفة في خدمة الشركات والمؤسسات وتأسيس قاعدة أعمال متينة في المنطقة، تهدف إلى وضع كل الخدمات الاستشارية والاقتصادية والإدارية والتسويقية أمام رجال الأعمال في المنطقة وخارجها جذباً للاستثمارات ودعماً للتنمية؛ من أجل إيجاد فرص جديدة مواكبة لآخر ما توصل إليه العلم في الجوانب الاقتصادية والإدارية المختلفة لتلبية متطلبات السوق السعودي الذي يُصنَّفٌ من ضمن أكبر الاقتصاديات العالمية؛ حيث يحتل المرتبة الثامنة عشرة عالمياً.
بذرة صالحة لمشاريع واعدة
وأبان سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن أن الغرفة دأبت منذ عشرات السنين على تطوير علاقاتها مع المؤسسات والهيئات المالية والاقتصادية المحلية والدولية ذات العلاقة، وطرحت العديد من الفرص الاستثمارية الناجحة على عدد كبير من الوفود التجارية والدبلوماسية الدولية بهدف جذب الاستثمارات الصناعية للمنطقة؛ كي تكون بذرة صالحة لمشاريع واعدة تخدم الأهداف الاقتصادية الكبرى للمنطقة وخطط التنمية المستدامة؛ لتكون واجهة مشرفة للمنطقة بالتعاون المثمر والبناء مع وزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للاستثمار لطرحها على المستثمرين من خارج المملكة وداخلها, كما تحرص الغرفة على إقامة شراكة حقيقية وأكاديمية مع جامعة حائل لدعم وتطوير وتنمية القطاعات الاستثمارية المختلفة بالمنطقة.
ونوه سموه بجهود منسوبي غرفة حائل الحثيثة في دعم منتسبيها وإبراز الميزات النسبية للمنطقة وعرضها على دوائر الاستثمار والمال في الداخل والخارج, مقدماً لهم الشكر على فتح المجال للاستثمارات المختلفة وتشجيعها وتوفير المناخ المناسب لها وتهيئة الفرصة لإقامة هذا المنتدى الذي يتواكب مع افتتاح مقرها الجديد الذي سعوا من خلاله لتحقيق طموحات وتطلعات رجال الأعمال في المنطقة والقطاعات التي تخدمها الغرفة, كما قدم الشكر للمشاركين في المنتدى والجهات التي أسهمت وشاركت في الإعداد له ورعايته.
فيما قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل: إن انطلاق منتدى حائل للاستثمار 2013م يأتي نظراً للأهمية القصوى التي يحتلها العلم والتعليم في تعزيز أسس اقتصاد المعرفة الذي تسعى إليه الدولة - حفظها الله - للتأكيد على الدور الحيوي للعملية الاستثمارية في تكريس مخرجات اقتصادية ناضجة، تتخطى الإشكالات النابعة عن ضعف الدراية بركائز العملية الاستثمارية.
وأضاف سموه في تصريح بهذه المناسبة: «لا شك أن الدور المتنامي الذي يؤديه الاقتصاد الوطني في دعم خطط التنمية الشاملة بالمملكة قد بات دافعاً ملحاً وعلامة بارزة في رسم إطار قانوني مُحكم وداعم لقطاع ريادة الأعمال وإرساء هيكلية واضحة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لاستعراض المحفزات التي رصدتها الدولة لتشجيع رواد الأعمال المواطنين؛ للسير قدماً في طريق الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث يرى المهتمون بالشأن الاقتصادي أن هذه المشروعات أثبتت جدواها، ولاسيما في وقت الأزمات».
تحفيز مبادرات الشباب
وأشار سموه إلى أهمية تحفيز الشركات والمؤسسات بالمنطقة من خلال المنتدى بدفع الشباب نحو المشاريع. وقال سموه: الشباب الآن لديهم الفرص، وبيدهم القرار، وعلى الغرفة والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل بالتعاون مع جامعة حائل والمؤسسة العامة للتدريب المهني وغيرها أن تتبنى آليات التأهيل والتدريب والمساعدة في إعداد الصياغات المتكاملة لإنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة كرافد استثماري حيوي للاقتصاد الوطني.
ودعا سموه في ختام تصريحه إلى أن يكون الهدف المباشر من خلال أعمال المنتدى هو تطوير الشباب للانخراط بجدية في المشاريع الاستثمارية بالمنطقة.
كما أكد صاحب السمو الأمير عبد الله بن خالد، مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، أن منتدى حائل للاستثمار 2013م يتيح فرصة جيدة للتعريف بفرص الاستثمار في مختلف المجالات السياحية والصناعية والزراعية والخدمية في منطقة حائل والإمكانات والحوافز غير المحدودة لهذا الاستثمار التي ستوفر - بحول الله وقوته - كل مقومات وأسباب النجاح والربح والاطمئنان لجميع المشاريع الاستثمارية في هذه المنطقة، التي تتوافر فيها كل شروط ومقومات الاستثمار الناجح بإذن الله تعالى.
وقال سموه: «يهمني في هذا المقام أن أؤكد على أمرين مهمين، الأول أن المملكة العربية السعودية اتخذت قراراً استراتيجياً بالسعي لجلب الاستثمارات الوطنية والأجنبية وتوفير كل الحوافز والضمانات والتسهيلات اللازمة لجذب الاستثمارات وتشجيعها في جميع المجالات الصناعية والزراعية والخدمية التي تتوافر بها فرص غير محدودة للنجاح. والمسؤولون في الوزارات المختلفة والهيئة العامة للاستثمار، إضافة إلى الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل والغرفة التجارية الصناعية بحائل وفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة حائل والجهات الأخرى المعنية، على أتم الاستعداد لتقديم المعلومات اللازمة والإجابة عن كل الاستفسارات عن كل ما يهم رجال الأعمال والمستثمرين محلياً وإقليمياً ودولياً في هذا المجال».
وتابع سموه: «الأمر الثاني أن المملكة العربية السعودية بما حباها الله من ثروات طبيعية مكتشفة وغير مكتشفة، وبما أنعم الله عليها من أمن وأمان واستقرار سياسي واجتماعي، وبما لديها من كثافة سكانية متصاعدة وأسواق استهلاكية غير محدودة، تمثل بيئة استثمارية مثالية، وتوفر للمستثمر كل مقومات الاستثمار المربح».
ورحَّب صاحب السمو الأمير عبد الله بن خالد، مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، بضيوف منطقة حائل حضور منتدى حائل للاستثمار 2013م من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي والوزراء وأصحاب السعادة رجال الأعمال والمستثمرين لقبولهم دعوة الغرفة، كما شكر القائمين على هذا المنتدى من منسوبي الغرفة التجارية الصناعية بحائل راجياً أن يخرج هذا المنتدى الطموح بما فيه الخير للجميع. وأضاف «أجزل الثناء والشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة حائل على رعايته ودعمه الكبيرين للأنشطة الاقتصادية كافة بالمنطقة، وتحفيزه الدائم للقطاعات الخدمية المختلفة ببذل الجهد من أجل إبراز ما تتميز به منطقة حائل من ميزات نسبية للمستثمرين لإحداث طفرة وتنمية مستدامة لاقتصاد المنطقة الذي يصب بدوره في دعم الاقتصاد الوطني. كما أهنئ الإخوة في غرفة حائل بتدشين سموه الكريم مبنى الغرفة الجديد أملاً بأن يحقق طموحات أهالي المنطقة ورجال الأعمال فيها، ويدعم تطلعاتهم المستقبلية، والله تعالى أسأل أن يوفق الجميع إلى ما فيه صالح الوطن ومواطنيه».
دور كبير وواضح لرجال الأعمال
وأكد معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة أن لرجال الأعمال دوراً كبيراً وواضحاً في دعم مشروعات التنمية بمجالاتها، ويتجسد هذا الدور بشكل جلي من خلال الإسهام الفاعل والمشاركة المتميزة لرجال الأعمال في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها جميع مناطق المملكة، وتنفيذ المشروعات الصناعية والاجتماعية والخدمية والسياحية، وهذا يعود إلى المزايا البيئية والمحفزات الاستثمارية التي وفرتها الدولة لمشاركة القطاع الخاص في جهودها الهادفة إلى إحداث نقلة نوعية في مختلف المجالات، وخلق فرص عمل أفضل أمام الكوادر الوطنية المؤهلة والمدربة في منشآت القطاع الخاص، بما يتناسب مع طبيعة نشاطها، ويترجم غاياتها وأهدافها في العملية التنموية.
وقال وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة بمناسبة انطلاق أعمال مؤتمر حائل للاستثمار: لاحظنا أنّ الواقع يؤكد أنّ لرجال الأعمال بصمات ملموسة في مشروعات التنمية، وذلك بتضافر جهود التعاون المشترك مع الجانب الحكومي الذي يتطور يوماً بعد يوم، وتأتي نتائجه وثمراته لتصب في صالح ازدهار الوطن ورخاء المواطن على حد سواء؛ حيث يرتبط رجال الأعمال بعلاقات متميزة وبناءة مع مختلف الجهات الرسمية لخدمة الصالح العام، وهذه العلاقات الثنائية تقوم على قاعدة متينة وتستند إلى مبدأ واحد، هو أنّ الجميع شركاء في التنمية, وما زال لدينا الطموح إلى المزيد من علاقات التعاون المشترك بين القطاعين العام والخاص بما يصب في اتجاه تعزيز العملية التنموية في مجملها وفق الخطط المرسومة لها؛ لتحقيق طموحاتها المنشودة. ولا شك أن هذا هو توجُّه حكومتنا الرشيدة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
وأكد الدكتور سعد بن حمود البقمي، وكيل إمارة منطقة حائل، أنه في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - تعيش بلادنا نمواً وازدهاراَ وإنفاقاً كبيراً على قطاعات الدولة المختلفة؛ تتطلب منا جميعاً تضافر الجهود لتحقيق الأهداف التنموية التي ستنهض بالإنسان السعودي؛ ليتبوّأ مقاعد متقدمة. ولما القطاع الخاص من مساهمة فاعلة في التنمية الاقتصادية فقد عملت القيادة الحكيمة على تذليل العقبات والصعوبات والتحديات التي تواجه المستثمرين في شتى الفرص الاستثمارية. وأشار الدكتور البقمي إلى أن الدور المنوط برجال الأعمال كبير جداً لمواكبة تطلعات قيادتنا الحكيمة؛ لتكوين شراكة استراتيجية بين القطاعين الخاص والعام؛ للنهوض بمستقبل الأجيال، ومواكبة الخطوات التطويرية الشاملة بمنطقة حائل التي تحظى برعاية صاحب السمو الملكي أمير المنطقة وسمو نائبه - حفظهما الله - وتوفر الفرص الاستثمارية الصناعية والتجارية والزراعية والحرفية؛ حيث تؤكد الإحصاءات والأرقام أهمية تلك المشاريع وإمكانية النجاح فيها.