الأخ العزيز خالد المالك -حفظه الله-..
طالعت في جريدة الجزيرة يوم الأحد الموافق 4-1-1434 عدد رقم 14661 صفحة محليات خبر (أسبوع لنشر ثقافة التطوع بتقنية العاصمة المقدسة) بقلم الأخ سعود البركاتي... في زحمة التطور التكنولوجي تضيع بعض القيم الجميلة والهادفة في ظل متغيرات متلاحقة وسريعة جداً في مجال وسائل الاتصال التي لها جانب إيجابي وجانب آخر قد يكون استخدامه سلبياً، فهنا سأكتب عن مفردة (الوعي) كيفية (زراعتها) في حياة أطفالنا حتى تكون ذات قيمة مؤثرة لتحقيق مكاسب عدة منها التطور السلوكي لدي شبابنا وبناتنا.. لماذا لا يتم تنظيم تعاون مشترك ودائم بين وزارة التربية والتعليم والقطاعات الأمنية متمثلة بشرط المناطق يهدف إلى تعزيز التعاون من أجل غرس مفهوم الأمن الوقائي، مبادئه وأسسه وتقديمه إلى طلاب المدارس عبر محاضرات شبه دائمة بأسلوب سهل وبسيط بعيداً عن (الفلسفة - والنظريات) لتخلق وعياً أمنياً لدي طلاب المدارس وبالذات المرحلة الابتدائية الصف السادس ومراحل المرحلة المتوسطة تقدم فيها كيفية الحذر من الأمور الجنائية والتي أتمني أن تطبق هذه الفكرة (كورقة عمل) رسمية بين وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم لمساعدة شبابنا وتطوير سلوكهم..؟.
فمثلاً: انتشار المضاربات، انتشار المخدرات، كثرة جرائم القتل، وسرقة السيارات، ومشاكل التفحيط، والتعريف بالقيادة الآمنة، والمشاكل الجنائية الأخرى.. تقدم هذه على شكل ورش عمل مع المحاضرات لشرح مفهوم الحرص والحذر، وشرح عواقب الجرائم عامة وتأثيرها على مستقبل الشاب وظيفياً واجتماعياً، وكذلك تأثيرها النفسي على الفرد وبعض الأسر، ومن هذا المنطلق أتمنى تكوين لجان وأعضاء من عدة جهات مهمة ذات علاقة، منها الشرطة وإدارة المخدرات ووزارة الصحة والإعلام وأئمة المساجد وغيرهم للعمل خلال السنة لكل مدرسة من مدارس الابتدائية والمتوسطة بنين وبنات عشرة دروس أو ورش أو محاضرات، سنرى نفعها -بأذن الله- في تعزيز مفهوم الوقاية والتي تبدأ دائماً عندما يملك الشاب أو الشابة نفسه عند (الغضب).. فالغضب يذهب العقل والتأني.. ونشرح مفهوم أن سوء الفهم بين الناس والبشر أمر طبيعي ولكن المشكلة فيه أنه يتحول إلى صراع أو كره شخصي أو عداء بين طرفين.. فمن فوائد الدروس غرس أهمية مبادئ ديننا الحنيف الذي يحثنا دوما وأبداً على التمسك بدماثة الاختلاق واحترام حريات الآخرين وحب الخير والتعاون والتكافل ونبذ بكل قوة المشاكل بشتى صورها وأسبابها التي قد تكون غير مقنعة عند وقوع أي جريمة -لا قدر الله- فالعالم الآخر منهم الأوروبي ينهلون من تعاليم الدين قيمة احترام الآخر وحبهم للنظام والتقيد به وخوفهم من العقاب السريع. فهذه قيم عندنا أساساً في مناهجنا الإسلامية التي عززت الإسلام في كل مكان وزمان، فهذا نداء للوزير الشاب الأمير محمد بن نايف تبنى هذه الفكرة كورقة عمل بالتعاون الأساسي مع وزارة التربية والتعليم ووزير التربية الأمير فيصل بن عبدالله، والتي تضم جميع شباب الوطن في مدارسها. ومن الأفضل عند إقامة مثل هذه التوجيهات والمحاضرات في المدارس أن تتناول بعض المواضيع المهمة التي تلامس سلوكيات واحتياج الشباب منها:
- قيمة العقل والانضباط السلوكي لدي الشاب والفتاة في المنزل والمدرسة والشارع وفي الأماكن العامة الأخرى وأهمية الأدب عند التعامل مع الطرف الآخر إثناء المصالح مع الآخرين وتجنب استفزاز الطرف الآخر الذي يؤدي بسرعة إلى الغضب والاختلاف والخلاف.
- قيمة العقاب في الأسر موجودة وهو عقاب فوري من رب الأسرة ويكون انفعالي بدون دراسة ومن هنا نشاهد الشباب يتمادون في اللامبالاة وإثارة الفتن من باب العناد وافتعال المشاكل مرة أخري.. ولي الأمر في تلك اللحظات وأهمية معنى مفهوم غرس الوعي السلوكي أمام الأبناء مع دائم الأيام سينتج تعامل أسري صحيح.
- عن الوعي والسلامة المرورية والتقيد بالنظام وأهمية القيادة باحترام حريات الآخرين في الطريق واتباع النظام أولاً وهو (الحلم) الذي ينشده الكل.. ثم بوسائل العقاب المؤقت فالمعرفة مسبقاً بالعواقب الوخيمة لقطع الإشارات مع ذكر وإبراز إحصائيات أن كل ساعة (يموت شخص للأسف من حوادث السيارات عندنا في السعودية).
- عن السلامة الوقائية من الحرائق والكوارث ومشاكل الأجهزة الكهربائية وغيرها التي تحصل فجأة بالشوارع والمنازل عبر فرق من الدفاع المدني تقدم الدروس الوقائية وغرسها في عقول النش والطلاب بالمدارس وحتى إن أمكن إيصال هذه التوجيهات الوقائية إلى المنازل والعوائل عن طريق نشرات إعلامية تعتبر كحملة مستدامة لنشر الوعي الوقائي بعد -توفيق الله- وترسل هذه النشرات كل ثلاثة أشهر على مدار السنة أربع مرات.
- تقديم جلسات ودورات تثقيفية ذات علاقة بمشاكل المراهقة والتغيرات الجسدية عندهم في بداية أعمارهم والتي فيها تكثر عنده السلبيات وحب التملك والزعل السريع خاصة في صف سادس ابتدائي ومرحلة المتوسط الثلاث أول وثاني وثالث، وحتى ثاني ثانوي يكون عمره المراهق مابين 12 وحتى 17 سنه تقدم المحاضرات من قبل مختصين بعلم الاجتماع وخبراء علم النفس لشرح خطورة هذه المرحلة العمرية الصعبة جداً والطاقة التي يملكونها والتي توجد فيها بعض نوازع (الشر) واضحة وتتضح في المضاربات والمشاجرات الخطرة التي قد تصل للأسف الشديد حد القتل المتعمد والاختلافات الشخصية وسوء التعامل في المدارس بالذات، وهنا يركز على طرح البدائل التي تتوافق مع نشاطهم وطاقاتهم الخلابة إذا استخدمت إيجابياً.
- غرس مفهوم التعامل الأسري الوجداني والذي يقوم أولاً على الاحترام بين أعضاء العائلة الواحدة وهنا أقصد تنمية مهارات التعامل الوجداني والذي يقوم بالتعاطف والرحمة والصداقة بين أفراد الأسرة طبعاً بحدود الأدب والاحترام ممثلاً البنت تكون قريبه للام تحاكيها بلطف وثقة وحنان عن أسرارها وعن بعض مصاعب الحياة وتكون بمعني صديقه لها وكذلك الأب يحتوى أبنائه بكل ود وتفرغ وأن يعاملهم كأصدقاء خاصة في المراهقة الأولى وأن يصبر على تعليمهم القيم والعادات الجميلة التي هي أساساً وعي جميل مع تواجد الثوابت، ويعلمه أن كل الحضارات قامت وتطورت على سواعد الشباب كتشجيع إيجابي لهم.
- غرس مفهوم ثقافة العمل التطوعي في عقول النشء من الطلبة والطالبات في مراحل مدارس المتوسطة العمل الخيري والاجتماعي وهو نوع من الوعي المكتسب من حياة المجتمع وهو سيعكس إيجاباً على أفراد المجتمع عموماً إذا شاهدنا الكل يتطوع لخدمة آخرين من كبار السن أو في الجمعيات الخيرية النفعية تحت مظلة وزارة الشئون الاجتماعية يكون مجتمعاً متكافلاً متراحماً فيما بينهم.
- غرس مفهوم القراءة والقراءة الحرة في المدارس عبر وزارة التربية والتعليم مثال في مدارس مرحلة المتوسط يعطي الطالب في الشهر كتابين من قبل المعلم من كتب المدرسة أو كتباً مناسبة ترشح من قبل المعلمين للقراءة ومن قبل لجنة تربوية للوقوف على الكتب المناسبة فكرياً للطالب والنافعة له في علمه وسلوكه، وتتم قراءة الكتاب في المنزل ويسأله مدرس المادة ماذا قرأت فيه وتطرح ثلاثة أسئله شفهية تعبر عن كل الكتاب ويكون عليه عشر درجات كمشاركة فعلية للقراءة.. بعدها سنجد -بإذن الله- قارئاً مهتماً أو مثقفاً منها تزداد مساحات الوعي لدى الطلاب.
- طرح بدائل من خبراء التعليم بدائل سهلة ومتاحة لكيفية استغلال وقت الفراغ بحيث ينتج عملاً أو يكتسب ثقافة جديدة تعوضه عن وقت الفراغ الضائع فالبدائل توجد مثلاً في مكتبات المدارس المكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام أو الأندية الأدبية بالإضافة للدور الأندية الرياضية المنتشرة في وطننا الغالي.
- معاهد تثقيفية للشباب لتعليمهم فن احترام الآباء والأمهات وإجادة وتحمل المسؤولية منذ الصغر وتعليم الفتيات فن الطبخ ومهارة التعامل مع الزوج لاحقاً وكذلك تدريبهن على المبادرة في العمل النافع الجميل وما أكثر الجوانب المهمة التي تحتاج مشاركة الشباب وهمتهم ونشاطهم وإدراكهم بأن الحياة لها جوانب سعيدة تسعد كل إنسان إذا عمل وأخلص سينجح لا محالة بأن يكون عضواً فاعلاً بالمجتمع -بعد توفيق الخالق سبحانه وتعالى- وهذا يأتي أولاً بإدراك معنى الوعي من هذا المنطلق وعبر أربع سنوات قادمة سنجد التغير إلى الأفضل وتقل مشاكل الإنسان في عمر المراهقة الأولى الصعبة.
- إيجاد قناة إعلامية تلفزيونية باسم (وعي) تشرف عليها الوزارة عبر نخبة من خبراء التدريب و الإعلام والأدباء تكون أكثر محاورها عن الوعي تواجده انواعة كيفية استمراره يقدم برامج هذه القناة أهل العلم والاجتماع ودكاترة علم النفس ومختصين في التربية تبث هذه القناة عشر ساعات يومياً هدفاً بالمقام الأول ربط الوعي بالوطن ومنجزاته وسلوك الفرد وهذه محاور (خصبة) جداً في مواضيعها ومحتوياتها.
- توثيق كل مكاتبته سابقاً إعلامياً وتلفزيونياً ليصبح مرجعاً دائماً لتقديم الإحصائيات عنة والتعديل في المستقبل إلى الأفضل من حيث تناول الورش والمحاضرات لاحقاً مع تكثيف حملات إعلامية منظمة من قبل الجهات الحكومية المشاركة في محاولة وتجديد غرس الجوانب المضيئة في الوعي العام عند شبابنا وبناتنا.
فهد إبراهيم الحماد - حائل