هناك نوعان من التوعية، هما: التوعية التحذيرية؛ أي تحذير الناس من أساليب المجرمين، والتوعية التقويمية، أي نقد وتقييم ما يشاهدون، وهناك عدة أمور تحتم الاهتمام بالتوعية الأمنية في مرحلة التعليم قبل الجامعي ومرحلة التعليم الجامعي وفوق الجامعي، ومن هذه الأمور:
- بث القيم الأخلاقية والاجتماعية بما يؤثر على تصرفاتهم وتحميهم من الانحراف، مع تضمين المنهج الدراسي النواحي الأمنية الوقائية، وفي الوقت نفسه حثهم على القيام بمساعدة السلطات المختصة بالقبض على الجناة عند وقوع الجريمة.
- الاهتمام بالتثقيف الأمني في مراحل التعليم المختلفة والذي يقوم على أساس تدعيم مساهمة المواطن العادي مع رجال الأمن في بعض الأحوال في تحقيق الأمن.
- إن ظاهرة العولمة التي يشهدها العالم المعاصر لها أبعادها على كافة الأصعدة في المجتمع، ولها انعكاسها أيضاً على الأمن، فضلاً عن التقدم التكنولوجي الهائل في مجال الإعلام والمعلومات وتزايد استخدام الكمبيوتر والإنترنت في ارتكاب الجريمة.
- التوعية بأنواع العقاب الإسلامي الشرعي، بما يؤدي إلى الامتناع عن الإجرام قال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).
- الحفاظ على أعراض الناس وممتلكاتهم وعدم ممارسة أنواع الجرائم المختلفة مثل اللواط والسرقة والقتل والتزوير وغيرها.
- احترام رجل الأمن في أي مكان واليقين بأنه يؤدي واجباً مكلفاً به للحفاظ على الأمن.
- عدم السكوت عن الجرائم التي يشاهدها والإسراع بالتبليغ عنها والإدلاء بالشهادة دون خوف أو ارتباك، مع عدم اقتناء السلاح إلا بتصريح يخوله ذلك ويجب أن يدرك أن اقتناء السلاح بدون تصريح يعرضه للعقوبة.
- ربط التوعية الأمنية بالمقررات الدراسية، مع استغلال المواد المختلفة والأنشطة الطلابية المتنوعة وبرامج التوجيه والإرشاد في التوعية الأمنية.
والواقع أن التعليم في ظل الظروف والمتغيرات المعاصرة، يحتاج إلى مراجعة سريعة حتى يتلاءم مع هذه التغيرات وبخاصة فيما يتعلق بالانتشار المعرفي وثورة الاتصالات والثورة التكنولوجية والتقنية، ومن ثم فمن المفيد الآن أن تراجع الغايات والأهداف وفق إستراتيجية شاملة تتضمن:
1- البناء العقدي والأخلاقي الذي تبنى عليه شخصية الطلاب، وأن تبصرهم بتعاليم الدين من خير وتعاون وصدق وأمانة تدفعهم إليها، وتحذرهم من الشر ومهالكه.
2- أن تقوي فيهم روح المسئولية الفردية والجماعية والولاء للوطن وقيمه والتضحية من أجل المشاركة في الحفاظ على أمنه وسلامته.
3- أن تفتح أذهانهم للعلوم الحديثة العقلية وتدربهم على البحث العلمي وتملكهم وسائل التقنية الحديثة وإطلاق الفكر في التصور.
4- غرس روح الفكر والحرية واحترام آراء الآخرين وتبادل الرأي والمشورة في نفوس الشباب.
واحة الأمن الفكري: مسؤوليات مديري المدارس أكبر من مهام رجل الأمن لحماية المجتمع وأن دور المعلمين هو حراسة العقول حتى لا يتم اختطافها!
hdla.m@hotmail.com - drmohamadalhdla@ تويترباحث في الشؤون الأمنيّة والقضايا الفكريّة ومكافحة الإرهاب