«تمكين»هي مبادرة يمولها القطاع الخاص لخدمة القطاع الخاص. وهي تهدف إلى تطوير القطاع الخاص في البحرين وجعله المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في المملكة. وتعد هذه المبادرة التي تأسست في شهر أغسطس من العام 2006 إحدى ركائز مبادرات الإصلاح الوطني ورؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وتهدف «تمكين» إلى تحقيق هدفين رئيسين: أولاً تعزيز عملية تأسيس وتطوير المؤسسات، وثانياً توفير الدعم لتنمية الأفراد والمؤسسات.

ومن أجل تحقيق هذين الهدفين وضعت «تمكين» عدداً من الآليات ومبادرات الدعم المبتكرة لسد الثغرات الحالية والمستقبلية التي تمثل نوعاً من التحديات للأفراد والمؤسسات في القطاع الخاص، بناءً على دراسات مستفيضة ودقيقة لسوق العمل، ومن أهمها تشجيع ريادة الأعمال وتعزيز عملية الابتكار والإبداع، خاصة لدى أوساط الشباب.

وقد طرحت «تمكين» في هذا الإطار أكثر من 180 برنامجاً - منها أكثر من 60 برنامجاً بين قائم ومخطط له لدعم المؤسسات. حيث استفاد من هذه البرامج أكثر من 53 الف مواطن ومؤسسة بحرينية في القطاع الخاص. ويتوقع أن يتجاوز العدد الإجمالي للأفراد والمؤسسات البحرينية المستفيدة من مختلف هذه البرامج أكثر من 100 ألف مستفيد.

وقد استطاعت هذه البرامج من إحداث تغيير جذري وإيجابي على طريقة عمل القطاع الخاص خلال فترة قصيرة ، فاتحة بذلك الأبواب على مصراعيها أمام المؤسسات والمواطنين من مختلف القطاعات لكي يحققوا طموحاتهم ويزيدوا من إنتاجياتهم ويسهموا بشكل فاعل في تنمية الاقتصاد الوطني.

وفي موازاة ذلك استطاعت هذه البرامج أيضا إرساء مفاهيم جديدة في القطاع الخاص في البحرين، بما في ذلك مفهوم تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع متناهية الصغر، وترسيخ ريادة الأعمال كمسار مهني جدير، وتمكين المرأة البحرينية اقتصاديا، واعتماد أنظمة محاسبة وتدقيق حديثة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وغير ذلك من المفاهيم الضرورية لبناء قطاع خاص حيوي ومستدام.

وتنتهج «تمكين» مبدأ التكامل في هذه البرامج لتشكل منظومة متكاملة من الحلول الميسرة، بدءاً بالشباب المقبلين على العمل والتركيز على رواد الأعمال الواعدين وحتى ما بعد قيامهم بتأسيس مشاريعهم الخاصة. وفيما يلي شرح مفصل لآلية هذا الأسلوب والنتائج والإنجازات التي تحققت حتى الآن.

مبادئ ريادة الأعمال

صممت «تمكين» 3 برامج خاصة لنشر وغرس ثقافة ريادة الأعمال في الطلاب سواء في المرحلة المدرسية أو الجامعية، وذلك لحثهم على اتخاذ هذه المسار في المستقبل كبديل للتوظيف في القطاع العام والخاص.

ومن المبادرات الرائدة التي أطلقت في هذا الجانب مسابقة «مشروعي» الوطنية لرواد الأعمال الشباب التي أبرزت عشرات الأفكار التجارية ومواهب بحرينية ذات مستوى عال، إلى درجة أن بعض المستثمرين من رجال الأعمال أبدوا رغبتهم بتبنّي بعض المشاريع الواعدة المطروحة من قبل الشباب المشاركين في المسابقة.

كما تتعاون «تمكين» أيضا مع الجهات المعنية في بعض المشاريع المشتركة التي تسعى إلى ذات الهدف، ومنها برامج مؤسسة «إنجاز» في البحرين مثل برنامج «الشركة» وغيره، كما ويوجد أيضا تعاون قائم مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة والذي أثمر عن عدة مبادرات رائدة مثل «مدينة شباب 2030» ومسلسل تلفزيون الواقع الرائد ـ «المهمة». وقد لاقت جميع هذه المبادرات الخلاقة رواجا وإقبالا كبيرا من قبل الشباب وساهمت في تأسيس الفكر المناسب تجاه ريادة الأعمال.

التحفيز

توفر «تمكين» عدة برامج الخاصة بتوفير الحلول اللازمة، لتجاوز التحديات التي يواجهها معظم رواد الأعمال من الحصول على التمويل ووضع الخطط وإجراء الدراسات والعثور على مقر مناسب وما إلى ذلك.

ومن هذه البرامج برنامج «دعم المؤسسات حديثة التأسيس» والذي من المخطط أن تستفيد منه 160 مؤسسة ناشئة، تقدم «تمكين» من خلاله عدداً من البرامج المختلفة لدعم هذه الفئة من المؤسسات خلال المراحل الأولى الحرجة من عمرها. وتمكن هذه البرامج رائد العمل من الحصول على رأس المال الابتدائي، ودعم مادي لتنفيذ دراسات الجدوى، وتوفير مقر عمل مناسب من خلال حاضنات الأعمال، وغيرها من الحلول الميسّرة.

كما وتقوم «تمكين» أيضا بترتيب فعاليات وورش عمل خاصة للتعارف بين رواد الأعمال وتبادل الخبرات فيما بينهم والتعرّف على أفضل الممارسات، وقد استفاد منها أكثر من 1.800 رائد عمل.

الدعم

وبعد أن يتم تأسيس المشروع الناشىء، هناك برامج خاصة لدعم تطوير الأعمال الذي تندرج تحته 26 برنامجاً منفصلا، توفر «تمكين» من خلالها حزمة متكاملة من الحلول لتطوير المؤسسات الناشئة ودعم استدامتها وانتشارها محليا وإقليميا.

ومن هذه البرامج برنامج «دعم نمو المؤسسات» الذي تندرج تحته عدد من البرامج الفرعية التي تساهم في تطوير المؤسسة وزيادة إنتاجيتها في عدة جوانب مهمة، منها تقديم الدعم لشراء الأجهزة والمعدات، والتخطيط الاستراتيجي، ووضع الخطط التسويقية، والمشاركة في المعارض المحلية والدولية، وتطبيق أنظمة إدارة الجودة العالمية. وقد استفاد من هذه البرامج أكثر من 4.555 مؤسسة.

كما وقامت «تمكين» أيضا في هذا الجانب بطرح برامج خاصة أخرى، مثل برنامج دعم المزارعين والصيادين بمساعدتهم على شراء معدات حديثة والارتقاء بمؤسساتهم الصغيرة استفاد منها أكثر من 1.100 مزارع وصياد بحريني.

وهناك أيضا برنامج «محاسبة» لتطوير أنظمة مسك الدفاتر والتدقيق المالي لدى المؤسسات، لا سيما الصغيرة والمتوسطة منها، وتعزيز ثقافة المحاسبية وأهميتها في تصويب عملية اتخاذ القرارت الاستراتيجية من قبل صاحب المؤسسة وتسهيل عملية الحصول على تمويل وإبرام اتفاقيات مع المؤسسات الكبرى. وقد استفاد من هذا البرنامج حوالي 835 مؤسسة صغيرة ومتوسطة حتى الآن.

بالإضافة إلى ذلك يوجد برنامج «صندوق دعم المؤسسات» وهو خاص بدعم استدامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتعثرة عبر تغطية جزء من مصروفاتها التشغيلية المتكررة مثل الإيجارات والرواتب ورسوم المياه والكهرباء وغيرها، وقد استفاد منه 2.500 مؤسسة.

كما ودشنت «تمكين» أيضا برنامج «التدريب على المناقصات الإلكترونية»، والذي تقوم من خلاله بتدريب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على استخدام نظام مجلس المناقصات الإلكترونية لتعزيز تنافسيتهم وإيجاد مصادر جديدة للدخل، وقد استفاد من هذا البرنامج 450 صاحب عمل حتى الآن.

التمويل

من أهم التحديات التي تواجهها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي الحصول على التمويل اللازم، وإن حصلت عليه فيكون بشروط صعبة. لذلك وضعت «تمكين» عدة برامج للتغلب على هذه المعضلة التي يواجهها الكثيرون.

ومن هذه البرامج برنامج «تمويل المؤسسات» الذي تبلغ قيمة محفظته الحالية حوالي 200 مليون دينار بحريني، وقد صمم هذا البرنامج لسد فجوة التمويل التي تواجهها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقديم حلول تمويلية ميسرة بالتعاون مع عدد من المصارف الرائدة. وقد استفاد من هذا البرنامج أكثر من 4.700 مؤسسة، منها أكثر من 1.000 مؤسسة ناشئة.

ودشنت «تمكين» أيضا برنامجا مختصا بتمويل تقنية المعلومات والاتصالات، والذي تقوم من خلاله بتقديم تمويل ميسر لمساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على حيازة حلول تقنية لتحسين قدرات المؤسسات وتمكينها من العمل بشكل عالي الكفاءة. واستفاد من هذا البرنامج الذي تبلغ قيمة موازنته 700 ألف دينار بحريني أكثر من 51 مؤسسة حتى الآن.

ولا يقل أهمية عن ذلك كله الدور الرئيسي الذي لعبته «تمكين» في إدخال مفهوم التمويل المتناهي الصغر إلى السوق، وقامت بذلك من خلال برنامجين رئيسيين، هما برنامج «تمويل المشاريع متناهية الصغر» بالشراكة مع بنك الأسرة، قدمت من خلاله تمويل ميسر بقيمة مليون دينار بحريني لأكثر من 691 مؤسسة، والآخر برنامج «محفظة سمو الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لمشاريع ريادة أعمال المرأة»، والتي موّلت «تمكين» من خلاله مشاريع تجارية لأكثر من 392 امرأة بحرينية بتمويل ميسر بلغ مليون دينار بحريني أيضا.

رائدات الأعمال

وقد أولت «تمكين» أيضا اهتماما خاصا بدعم المرأة البحرينية وتمكينها اقتصاديا، فبالإضافة إلى برامج «تمكين» التي يمكن لكل مواطنة الاستفادة منها، بادرت «تمكين» بتدشين عدد من البرامج مصممة خصيصا لتلائم احتياجات هذه الفئة الهامة من المجتمع من خلال شراكة استراتيجية مع المجلس الأعلى للمرأة في البحرين.

ومن هذه البرامج برنامج «دعم المرأة في ريادة الأعمال» والذي مكن قرابة 100 امرأة بحرينية من تأسيس مشاريعهن التجارية الخاصة في مجالات متفرقة، تشمل المواصلات وتصميم الأزياء والتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى برنامج «محفظة سمو الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لمشاريع ريادة أعمال المرأة» والذي سبق وتم شرحه أعلاه.

المستقبل

وامتداداً لهذا الزخم، تخطط «تمكين» لإطلاق عدد من المبادرات الأخرى في العام المقبل 2013 لخدمة المؤسسات، حيث من المتوقع أن تستفيد أكثر من 4.200 مؤسسة منها خلال العام المقبل فقط بموازنة عامة بلغت 43.5 مليون دينار بحريني، وهو ما يعكس التزامها بالاستمرار في دعم ريادة الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص للمساهمة بشكل فاعل في جعل القطاع الخاص المحرك الرئيسي لحركة التنمية الاقتصادية الوطنية وتحقيق الازدهار للمجتمع البحريني بأكمله.