|
صدر العدد الجديد من مجلة الآداب، بجامعة الملك سعود وهو العدد 1 من المجلد 25. ويحتوي على عدد من الأبحاث في حقول الأدب واللغويات والاجتماع والتاريخ وغيرها. فالناقد والأكاديمي العراقي المعروف الدكتور عبد الله إبراهيم يكتب عن أجناسية المقامة بحثاً بعنوان: «تاج الغرباء: تطواف أبي الفتح الإسكندري وأبي زيد السروجي في دار الإسلام» ينظر فيه إلى مقامات الهمذاني والحريري بوصفها من «سرديات العقوق» فهي تنكر نسبتها إلى أصل معروف وتتذرع بشخصيات واقعية ورواة لهم تاريخ وتتهجّم على مرجعيّاتها الكبرى، إذ هي ضرب من السرد اللعوب الذي يخفي ويعلن. ويحضر كل ذلك في ذهن المتلقي بقوة كاملة عبر المجاز السردي. ويذهب البحث إلى الغوص في السياقات الثقافية التي عاصرت ظهور المقامة وصاغت ملامحها العامة.
أما الدكتور حسين محمد العثمان رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة الشارقة، فيقدم في هذا العدد دراسة بعنوان « اتجاهات الشباب الإماراتي نحو الزواج من الأجنبيات». وتكشف نتائج التحليل الكمي للدراسة أن أقل من نصف المبحوثين بقليل (45.2%) يرفضون الزواج من أجنبية بغض النظر عن جنسيتها مقابل 40% يوافقون على هذا النوع من الزواج. ولكن درجة الموافقة على زواج الإماراتي من امرأة أجنبية ترتفع إذا كان زواج الإماراتي من امرأة خليجية 72.5% وتنخفض تدريجيا إذا كان هذا الزواج من امرأة في العالم العربي 34.6% أو امرأة من العالم الإسلامي 22.1%. كما تُظهر نتائج التحليل الكيفي بأن غالبية المبحوثين لا يوافقون على الزواج من أجنبية. وتكشف نتائج التحليل الإحصائي الكمي والكيفي في الدراسة أن أسباب الزواج من الأجنبيات ترجع إلى غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج، والدراسة في الخارج، وتشدُّد أسرة الزوجة المواطنة وكثرة مطالبها، والسفر، وتوفر الأجنبيات في الإمارات، وسهولة إجراءات الزواج بالأجنبية، وتدني الوضع الاقتصادي للمواطن، والتقليد، والانبهار بجمال الأجنبية، والعلاقة العاطفية مع المرأة الأجنبية، وكبر سن الزوج، وفقر الزوج ومحدودية إمكاناته.
ويكتب الدكتور جاسم سليمان الفهيد، أستاذ البلاغة المشارك بقسم اللغة العربية بجامعة الكويت بحثاً بعنوان: «بلاغة الأحلام: دراسة بيانيّة مقارنة» ينظر من خلاله إلى الأحلام بوصفها لغة خاصة لا تكشف بنيتها السطحية الظاهرية عن حقيقة معناها إلا بضرب من التأويل والتفسير، فهي لغة يمكن أن يُنظر إليها في كثير من تجلياتها على أنّها شقيقة للغة الشعريّة. ولذلك فإنه يُعنى في بحثه هذا برصد الآليات التي يستعملها المعبّر في تأويل الرؤى، وهي آليات تتقاطع بطريقة أو بأخرى مع نظيراتها التي يستعملها الناقد البلاغي عند تصديه لتحليل نصٍّ أدبي. ويبدو من المثير هنا أنّ هذا التوافق بين فنّي التعبير والبلاغة جاء دون تقصّد أو سابق معرفة، لأن جلّ أولئك المعبّرين مارسوا ضروبا من التحليل البلاغي في تفسير نصوص الرؤى دون أن تكون لديهم خلفية معرفية متخصصة في هذا الميدان!. وقد اهتم البحث في هذا السياق بإضاءة المناطق المشتركة بين العلمين من مثل رعاية المقام، وتوظيف الوسائل البلاغية من مثل أنواع الاستعارة المختلفة، وعلاقات المجاز المرسل، وأسلوب الكناية، وفنون البديع في ميدان التعبير المنامي.
وقدمت الدكتورة مها حسن يوسف القصراوي الأستاذ المشارك كلية التربية والتعليم العام جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، بالإمارات العربية المتحدة بحثاً عن جدلية الحب والموت قراءة في روايتين «شرق النخيل» و»خالتي صفية والدير» لبهاء طاهر، ترامت فيها إلى الوقوف على ماهية الحب والموت من حيث ترابطهما في علاقة جدلية ترتكز عليها حياة الإنسان. فالموت حقيقة وجودية ترتبط بوجود الإنسان، والأمر كذلك في الحب، فهو يرتبط بالإنسان وتطوره، وبغياب معناه تسقط الإنسانية في غابة الكراهية والقتل والتدمير. ومن هنا قامت الدراسة برصد الجدل بين الحب والموت في روايتين لبهاء طاهر، أولاهما: «شرق النخيل»، وترتكز بنيتها السردية على الحب والموت في الماضي، وفي الحاضر، وتحولات الإيقاع من حالة الاستكانة والسكون إلى حالة الحركة والفعل. والرواية الأخرى «خالتي صفية والدير»، وهي رواية يغيب الحب فيها وتسود الكراهية، وتفقد الشخصيات توازنها النفسي، ولا يستقر حال هذه الشخصيات إلا بالموت.
ومن الأبحاث التاريخية يتضمن العدد دراسة عن نظام الأحباس في الأندلس خلال العصر الأموي (من منتصف القرن الثاني إلى الربع الأول من القرن الخامس الهجري) للدكتورة حصة بنت عبد الله العمر، أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. ويبرز هذا البحث الوجه الحضاري للدولة الإسلامية من خلال أحد أنظمتها الحضارية ألا وهو نظام الأحباس الذي تميز به المجتمع الإسلامي سواء في أهدافه أو تنظيماته عن غيره من المجتمعات الأخرى. وقد تناولت الدكتورة العمر فيه تعريف الأحباس وحكمها وأهميتها وأنواعها، ونشأتها وتطورها عند الأمويين بالأندلس، والشروط الواجب توافرها في صاحب خطة الأحباس.
كما وقفت على أنواع الأحباس الموقوفة بالأندلس وأوجه مصارفها. وختمت بحثها بالكشف عن آثار الأحباس الدينية والاجتماعية والعلمية في المجتمع الأندلسي.
وإلى ذلك فقد اشتمل العدد على بحث اجتماعي يتخذ من المخدرات والعمالة الوافدة نموذجاً على «الظواهر الاجتماعية والأمنية السلبية وانعكاساتها على التنمية» للدكتور صالح بن رميح الرميح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود، وبحث عن مفهوم الأدب الإسلامي في مصر من أواخر القرن التاسع عشر حتى نهاية الخمسينيات من القرن العشرين للدكتور عادل بن معتوق العيثان، الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية، بجامعة الملك سعود، وبحث في النحو العربي بعنوان « حذف الفاعل عند النحويين» للدكتور رفيع بن غازي السلمي الأستاذ المساعد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملك عبد العزيز، درس فيه مواضع الاتفاق والاختلاف في حذف الفاعل عند النحويين.