تنطلق قريباً مسابقة مسرح شباب الرياض في دورتها الثانية، بعد نجاح نسختها الأولى، حيث منحت الفرصة لعشرات الشباب الموهوبين في المجال المسرحي ممارسة التمثيل والإخراج والإعداد، أقرّتها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بجمعية الثقافة والفنون (فرع الرياض)، لتشكِّل تظاهرة ثقافية شبابية موجّهة لشباب المسرح الذين كانوا إلى عهد قريب هم الفئة المنسية، حيث كانت الجهود تتوجّه إلى الكبار والأطفال ، عدد من المواهب الجديدة دخلوا ساحة المسرح بثقة بعد أن خضعوا لتدريب في دورات متخصصة. في هذا العام تم ترشيح أحد نصوص الكاتب المسرحي محمد العثيم ليكون النص المحوري للمسابقة، حيث يتنافس عدد من الكتّاب الشباب على إعداده للمسرح وآخرون على إخراجه وتمثيل شخصياته..
تجربة عند استمرارها لسنوات سوف تساهم في دعم المسرح السعودي بعدد من المسرحيين المبدعين، في هذه الدورة آمل دعوة المسرحيين المخضرمين لدعم الشباب في نشاطهم السنوي، وهذا أقل ما يمكن أن يساهم به المسرحيون الكبار في سنهم وتجربتهم، ليقفوا جميعاً لدعم شباب المسرح القادمين وهم مدهشون بقدراتهم ووعيهم المسرحي.
جمعية الثقافة والفنون (المركز الرئيسي) يتوقع من مسؤوليها تعميم الفكرة بعد أن ثبت نجاحها على مختلف الفروع، فمن حق كل الشباب في بقية المحافظات أن تتاح لهم الفرصة التي أتيحت لنظرائهم في الرياض، ولعل تلك المسابقات تقام في نفس الوقت أي في احتفالية اليوم العالمي للمسرح، ثم تقام منافسات نهائية بين أفضل العروض المسرحية للفروع في مهرجان سنوي يقام في الرياض وتكريم المتميّز منها، وبذلك تتطور فكرة هذا النشاط المسرحي النوعي ويحصل شباب المسرح في المملكة على فرصتهم بالتساوي.
ومن المهم أن نشاهد عدداً من الشباب الذين شاركوا في العروض المسرحية خلال الدورة الماضية، فتكرار مشاركتهم هذا العام سوف يتيح لهم تنامي مواهبهم، والمسابقة بحاجة الى لجنة للنقد والتحكيم تعرف جيداً أنها تتعامل مع شباب يضعون خطواتهم الأولى على طريق المسرح، ويحتاجون إلى التشجيع والتحفيز مع تبصيرهم بنواحي القصور لديهم.
فنحن أمام مكتسب مسرحي مهم يجب المحافظة عليه ويستحق أن يتم دعمه من المسرحيين ومن وسائل الإعلام، لأنه يؤسّس لمسرح حقيقي، فما قدمه الشباب العام الماضي كان جميلاً ومدهشاً ويستحق الإشادة والتشجيع.
alhoshanei@hotmail.com