تونس - فرح التومي:
عاد شبح العنف في الملاعب الرياضية الصغيرة منها والكبيرة من جديد، خصوصاً بعد انتشار السلاح ودخوله التراب التونسي من جهة الحدود مع الدول المجاورة في ظل تكاثر العصابات المسلحة.
ما حدث في أحد الملاعب في المكنين بالساحل التونسي لا يزال عصياً على الفهم، حيث جرت مباراة كرة قدم عادية جداً بين الفريق المحلي وفريق مدينة توزر الجنوبية، إلا أن غير العادي أن عصابة خططت للاعتداء على اللاعبين الضيوف الذين وصلتهم تهديدات بالقتل طيلة الأسبوع الذي سبق مقابلة الخميس.
وأمام صمت وزارة الرياضة وعدم اتخاذ الأمن للإجراءات الضرورية لحماية لاعبي توزر، تجرأت العصابة أو ما يُسمى شرقاً «بالبلطجية» منع النقل التلفزيw والإذاعي للمباراة حتى تقضي على أمل تسجيل ما يُمكن أن يقع من أعمال عنف.. ثم انتشر أفراد العصابة حول الملعب مدججين بأسلحتهم البيضاء من سكاكين وهراوات، حيث هددوا اللاعبين الضيوف مباشرة حال دخولهم أرضية الميدان وقبيل صفارة البداية.. وتواصل مسلسل الرعب فلم يجد الضيوف من حل سوى تعمدهم خلق فرص لحصول أصحاب الأرض على ضربتي جزاء تحولتا الى هدفين، وبالتالي الانتصار عليهم رغم أنهم كانوا الأقوى على الميدان.
مهزلة أخرى من مهازل العنف الذي يكاد يطول كل القطاعات في تونس ما بعد الثورة خصوصاً أمام تشتت جهود الفرق الأمنية التي تُعنى بتتبع المجرمين وتجار السلاح وعصابات التهريب عبر الحدود
ومختلف المتجاوزين، إلا أن الملاعب الرياضية أقامت الدليل على أنها هي الأخرى انقلبت، وأصبحت حلبات مصارعة وتهديد بالقتل واعتداءات مجانية في غياب الروح الرياضية.
المهم أن لاعبي توزر وجدوا الحل في انهزامهم أمام مضيفيهم، وبالتالي العودة الى الديار سالمين، وكأن الخسارة على أرض المنافس هي الضامن الوحيد للسلامة.
وغير بعيد عن هذا الملعب، حصلت إحدى الغرائب الأخرى بالجنوب وتحديداً بقفصة، حيث تم احتجاز حافلة تقل لاعبي فريق قابس (550 كلم جنوب العاصمة) طيلة خمس ساعات كاملة لا من طرف عصابة مجرمين هذه المرة، بل من قبل أعوان الأمن الذين ادّعى احدهم أن لاعباً من فريق قابس اعتدى عليه وطالب زملاءه بتسليمهم اللاعب الذي احتمى بالحافلة، في حين رفض الطاقم الإداري للفريق التنازل عن لاعبهم.