نعتذر لك يا رهام الحكمي أقبلي أسف الوطن كله، سهوله وسواحله جباله وفيافيه وواحاته.. اسمعي يا رهام انتحاباتنا من أجلك، أنصتي لعبراتنا ولأحزاننا ننظر بذهول لوجهك البريء
وأنت تحكين بدهشة تفاصيل لا تعرفين ما سببها!
أنت قصة إنسانية مؤلمة. أنت تكشفين عوارنا وتشوهاتنا الفكرية: كم نحن مشغولون بقضايانا المترفة ونترك أهمها!
الباحثون والجامعات والكتاب والوعاظ لا تشغلهم أحوال الناس ولا مستوى الخدمات إنهم مشغولون بالمرأة الكاشيرة: هل هي فتنة أم لا؟
في الوقت الذي تتردد طفلة على مستشفى متهالك لتأخذ دما ملوثا حقن جسدها الطاهر بفيروس نجس هو فيروس الإيدز، فيروس كان إلى وقت قريب يعد سرا يتكتم عليه.
بنك الدم الذي منح رهام الدم الملوث ما هو مستواه؟ وما هي أنظمة الرقابة المفعلة فيه لحماية المرضى؟
هل يوجد فيه قاعدة بيانات عن المتبرعين وتاريخهم الصحي؟ هل يوجد شبكة مشتركة بين كل مختبرات الدم في المملكة؟
مستوى الدقة في التنفيذ من يتابعها؟
هل يوجد مشرفون مؤهلون لمتابعة الفنيين؟
ما مستوى الكوادر الموجودة: هل السعودة المرتجلة أحد الأسباب؟
هل نسعود على حساب مستوى الخدمات المقدمة للمرضى؟
ما نسبة الأمان ومن حدوث الخلط بين العينات والتعقيم الطبي والاطمئنان لسير العمل على أكمل وجه؟
إننا اليوم إزاء حكاية رهام وإزاء ضرورة ملحة لفتح ملف الخدمات الصحية في المملكة بقوة.
لأن الخدمات الصحية المقدمة للمواطن لا تتناسب مطلقاً مع الدخل القومي السعودي.
إننا نملك من المال ما يؤهلنا لبناء وتجهيز مئات المستشفيات منافسة عالمياً، لماذا هذا لا يتحقق؟
هل العائق يكمن في حجم ميزانية وزارة الصحة أم في طريقة إدارة وزارة الصحة لميزانيتها؟
والسؤال الأهم: لماذا تحسب رواتب الأطباء وكافة الطواقم الإدارية والفنية من الميزانية المخصصة للصحة؟!
إن الرواتب تلتهم أكثر من ثلثي الميزانية، فماذا يبقى لرفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن؟
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah
