أبارك لجميع أعضاء وعضوات مجلس الشورى الذين تشرفوا بأداء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين وذلك بمناسبة افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى والتي تعد من الدورات التاريخية للمجلس منذ تأسيسه إذ تم خلالها تعيين سيدات كعضوات في المجلس يمثلن شريحة واسعة من مختلف أطياف المجتمع.
جاء لقاء القسم بين أعضاء وعضوات المجلس المعينين وبين خادم الحرمين الشريفين مميزا في كافة جوانبه وخصوصا في الكلمة التي ألقاها - حفظه الله - بهذه المناسبة والتي أعتقد أن فيها رسائل مميزة في مقدمتها أن وجود الأعضاء في المجلس ليس تشريفاً بل تكليف وهذه قضية هامة فالبعض يعتقد أن تعيينه مسؤولاً في الدولة سواء كان عضوا في المجلس أو مسؤولاً في أي قطاع آخر هو شرف له فينظر للأمر وكأنه انتقل من حالة إلى حالة أخرى فينسى أصدقاءه ولا يرد على اتصالاتهم ويتجاهل التواصل معهم وينسى بعد المنصب أنه تكليف وأن وجوده في المنصب مؤقت وليس دائما وأن هناك مسؤوليات ملقاة على عاتقه فلا تنحصر القضية في الشكليات أو المظاهر ولا تنحصر في مساحة المكاتب أو فريق العمل بل إنها تتركز في نتائج العمل المرجوة والأهداف التي من المؤمل تحقيقها ينتظرها المجتمع.
ذكر -حفظه الله- في كلمته أهمية تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تدفع إلى العجلة التي تحمل في طياتها ضجيجاً بلا نتيجة، وهذه قضية هامة أيضاً لا تنحصر في أعمال المجلس بل في كثير من أعمال وإنجازات الدوائر الحكومية التي يجب أن تضع نصب عينيها العمل بعقلانية دون تهور وعجلة إضافة إلى العمل بصمت وسكون وروية دون التركيز على الضجيج والفرقعات الإعلامية، فكم من مشاريع تم تدشينها ولم نجد لها أثرا بعد ذلك وكم من حفلات وضع أحجار أساس لمرافق متعددة ولم ترى تلك المرافق النور بعد، وكم من مشروع تم الحرص على إنجازه بسرعة فلم ينجز بالشكل المطلوب مما تطلب إعادته وإصلاحه من جديد فالعقلانية والتريث دون تأخير مطلب أساسي نحتاج إلى التأكيد عليه.
لقد اختتم - حفظه الله - كلمته بالتأكيد على تمثيل شرائح المجتمع المختلفة وتفعيل العطاء وتحكيم العقل وهو منهج رائع لسير الأعمال خصوصا إن كانت على مستوى دولة فيها العديد من أطياف المجتمع ويتجاوز عدد سكانها من السعوديين 18 مليون مواطن وتمتد لتشمل مناطق مختلفة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب بمساحة تجاوزت مليونين كيلو متر مربع.
لم تنحصر إيجابيات اللقاء في كلمته - حفظه الله - بل تجاوزت ذلك إلى نشر ثقافة الاعتذار فها هو يكرر للأعضاء أسفه ثلاث مرات لعدم قدرته على مصافحتهم واحتضانهم، وهو يقدم هذا الاعتذار وهو ملك ولو نظرنا لهذا الأمر وقمنا بمقارنته مع تصرفات بعض المسؤولين الذين في كثير من الأحيان لا ينظرون إلى زملائهم في العمل وهم يتحدثون معهم فضلا عن السلام عليهم ومصافحتهم واحتضانهم.
لم تتوقف مميزات اللقاء على ما سبق بل تضمنت أيضاً استقباله في نفس اللقاء لعضوات المجلس المعينات والتأكيد على ثقته فيهن وذلك في حضور ولي العهد والنائب الثاني وسماحة مفتي عام المملكة مشيداً بوجود المرأة في هذا المجلس ومؤملاً أن تساهم هذه المشاركة في دعم وإثراء قرارات المجلس.
في اعتقادي أن اللقاء كان مثمراً وفعالاً وقد رسم منهجاً واضحاً ليس فقط لأعضاء وعضوات المجلس المعينين حديثاً بل ولغيرهم من مسؤولين في مختلف مرافق الدولة.