حظيت بشرف إجراء أول مقابلة تلفزيونية لقناة فضائية مع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن، وبثتها قناة العربية في نشرات الأخبار، وعبر الموقع الإلكتروني للقناة، نصف ساعة قضيتها مع الأمير مقرن، كانت مختلفة ولها مذاق مختلف عن المرات التي قابلت فيها الأمير بصفة شخصية،
ورغم معرفتي بفكره وثقافته واطلاعه، إلا أني تفاجأت بمعرفته الدقيقة لما يريده المواطن، وما يتوجب على المسؤول الحكومي القيام به، وأبهرتني نظرته للتنمية ومفهومه للتطوير الإداري والتقني.
طلبت المقابلة من مكتب الأمير، لم تمض ساعة حتى جاءني الجواب المفرح بموافقته على إجراء المقابلة على أن تكون مختصرة، وألا أطيل عليه، نظراً لازدحام جدول مواعيده، وارتباطه بجلسة استقبال المهنئين الرسمية في الديوان الملكي بعد إجراء الحوار مباشرة، لم يكن أمامي سوى خمس عشرة ساعة، أفكر فيها وأستجمع قواي، لتكون أسئلتي مركزة وتعبر عن المشاهدين والمهتمين، الذين يرغبون في معرفة المزيد عن مقرن القيادي، الذي أصبح ثالث رجل في الدولة، وأحد أركان مطبخ السياسة في بلد مهم وفاعل على كافة الأصعدة.
ماذا سأقول؟ وبماذا سيجيب؟ وهل سيتقبل أسئلتي المباشرة؟ وهل سيطلب مني إلغاء أو تعديل سؤال من أسئلتي؟ كل هذه التساؤلات أشغلت تفكيري، وكنت أتمنى أن تسير الأمور بلا عوائق حتى تتحقق الغاية من إجراء حوار تلفزيوني مختصر، يتعرف من خلاله الجميع على رؤية الأمير للإدارة والتنمية.
دخلت قصر الناصرية قبل غروب الشمس بقليل، جلست مع سكرتارية الأمير في انتظار موعد وصوله للمكان المخصص، جاء الأمير على الوقت المحدد دون تأخير، واستقبلني ببشاشته المعهودة، وجلست معه قبل إجراء الحوار، وقلت له هذه النقاط التي سأتحدث عنها، قال: لا أتدخل بما تريد طرحه، والمجال مفتوح لتسأل ما تشاء، أعجبت بانفتاح الأمير على الإعلام، ومعرفته لتفاصيل مهمة في هذه المهنة.
كنت قابلت الأمير مقرن بصفة شخصية وكان آخرها عندما قدمت له نسخة من كتابي “أيام في البحرين” ووقتها كان يتولى رئاسة الاستخبارات العامة، قابلني بترحاب وتجاذبنا أطراف الحديث، الذي تركز على الشأن السياسي والوضع في المنطقة، كنت منطلقاً، وكان متحفظاً في نقاط كثيرة، تحفظ لا يلحظه أحد مغلف بلطف وذكاء رفيع، وهذا يفرضه منصبه الاستخباري.
أما اليوم، فالحديث تغير، والموضوعات أكثر، والتعقيدات أكبر، والحديث يخص كل مواطن، ويهم الجميع، النائب الثاني يتحدث عن الإنترنت وتقنية المعلومات، وأهمية التواصل والتفاعل بين المواطن وحكومته، ويهمه جداً أن تتحقق الحكومة الإلكترونية بمفهمومها الصحيح.
تحدث مقرن بن عبدالعزيز عن الإدارة الحكومية ووجوب أن تتطور وتواكب العصر، وأن تفهم الشباب وأن تتكلم بلغة يفهمونها، وأن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر” “فيسبوك” للتقريب بين الفئات المختلفة.
تحدث الأمير عن توجيهات الملك عندما ألقى القسم بين يديه، وقال هناك أكثر مما ظهر على شاشة التلفزيون يومها، يقول الأمير: وجهني الملك وشدد على الاهتمام بالمواطنين، وكرر المواطن ثلاث مرات، تحريصاً وتأكيداً.
هنا قاطعته وقلت له: هل سيقف أحد ممن يعملون حولك في وجه المواطن؟
أبداً.. لن أقبل أن يمنع المواطنون من مقابلتي أو توجيه النصح لي، أو عرض مشكلاتهم.
قلت للأمير عن المشكلات التي يعانيها المواطن “السكن والصحة والتعليم”، قاطعني وقال: لا تنسى البطالة أيضاً, وهنا تأكد لي بأن الأمير يعرف المشكلات ولا يحاول تبريرها بل يريد بذل الجهد من أجل حلها، لتحقيق التنمية بوجهة نظره، واستذكر الأمير، مشاهد من قسوة الملك على الوزراء لتحقيق إنجازات في هذه الملفات، وقال النائب الثاني، إن الملك مشغول بهذه الملفات.
الأمير مقرن والذي يعتبر أيضاً المستشار الأقرب لأخيه الملك حفظه الله، عكس رؤية خادم الحرمين في التطوير والإصلاح والتغيير للأفضل، وقال لي على هامش المقابلة، القادم أفضل وأفضل وأفضل بوجود عبدالله وسلمان، يقول أسمع وأرى وألمس عمل جاد من قبل الملك -أيده الله- وولي العهد -حفظه الله- في كل ماهو في صالح المواطن السعودي، أتمنى أن ننجز في ظل هذه التوجيهات الكريمة.
المقال القادم فيه المزيد بإذن الله....
Towa55@hotmail.com@altowayan