- قليلون جداً الذين يحسنون التعامل مع ثقافة النهائيات أو خواتيم الأمور.. وكثيرون هم الرعناء والحمقى الذين لا يحسنون التعامل مع هكذا حالات.. وبالتالي يقعون ضمن تصرفات هوجاء تكلفهم الكثير وتفقدهم نكهة الابتسامة الأخيرة.
* الشواهد على الأرض كثيرة.
وجميع المؤشرات والوقائع تؤكد أن الهلاليين لديهم خاصية يتفوقون فيها على سواهم وبشعار مبدأ «أنا من يبتسم أخيراً»؟!
* فنياً وعناصرياً وعطاء يبرز النصر بشكل قوي وفاعل.. ومعطيات اللقاءات الأخيرة تؤكد أن العالمي لن يخرج من المولد بلا حمص، كما أن لغة وروح الانتصار أصبحت سمة سائدة في مسيرة الفريق.
* الهلال (في المقابل) يعاني كثيراً ويتألم أكثر من خصمه إلا أن لديه عاملين قويين يمنحاه الأفضلية المطلقة:
أولهما.. تعود لاعبيه على ثقافة النهائيات.
وثانيهما.. علاقة عاطفية متينة تربط القدر بلاعبيه.
كيف يحصد العالمي بطولة ولي العهد
يمكن للعالمي الظفر ببطولة كأس سمو ولي العهد في ثلاث حالات أساسية..
أن تطبق الإدارة مبدأ «لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم» في تعاطيها مع وسائل الإعلام.. وعلى الأقل في هذه الفترة.
ثم صرف جميع المستحقات المتأخرة للاعبيه وضخ جيوبهم بورقات من فئات الـ500 ريال.
وأخيراً التركيز على بطولة ولي العهد كهدف استراتيجي لا تراجع عنه.. وعدم تشتت أذهان الفريق ببطولة الدوري أو البطولة العربية.
فالتركيز على هذا الهدف مباشرة سيجنبهم مقولة «لا بلح الشام ولا عنب اليمن».
البعض من النصراويين لديهم مفهوم أن الأصعب ذهب وبقي الأسهل.. ولديهم اعتقاد أن حاجز العقدة من الهلال قد انكسر في آخر مواجهاتهم.
وعلى ضوء ذلك فعقدة الحصول على بطولة ولي العهد من أمام فريق احتكرها لسنوات طويلة انتهت تماماً وأصبح الطريق مفروشاً بالورود.
قد تكون هذه النظرية معقولة قياساً بالمستويات التي يقدمها العالمي، إلا النهائي غالباً لا يعتمد على العنصر المهاري أو الجماهيري.. بقدر ما تحسمه ظروف معينة وحسن تعامل.
مفاجأة.. لو فاز النصر
الفوز النصراوي ببطولة ولي العهد وتجاوز الفريق الهلالي وهو ما أتوقعه وأقرأه وفقاً لمعطيات عديدة.. سيفرز من السلبيات الكثير في الجانب الهلالي أكثر من خصمه، ولو افترضنا أن الهلال هو الذي فاز.. فيمكن اعتبار ذلك من باب «الطبيعي جداً»، كون النصراويين تعودوا على مرارة الهزيمة من الخصم الهلالي.. وبالتالي سيتعاطون مع الحدث بمرونة طبيعية وسيظلون فرحين بمستويات فريقهم المتصاعدة وبقاء حظوظهم قائمة في البطولة العربية وكأس الأبطال وآسيا.
أما على الصعيد الهلالي فالسيناريو المتوقع لو حدثت الخسارة فهو:
أولاً: قد يتقدم الرئيس بالاستقالة بعد ضغوط جماهيرية.
ثانياً: المسارعة في التعاقد مع مدرب.
ثالثاً: تأكيد مقولة أن (الهلال يعاني فعلاً!!) وأن السنوات القادمة ستكون قائمة تماماً بعد ظهور فرق أصبحت تنافس بقوة كالفتح والأهلي والنصر، لتهدد الزعيم الهلالي في سطوته على معظم بطولات الموسم كل عام.
هوامش صفراء جداً
- حتى وقت قريب جداً كانت العقدة النصراوية تتلخص في الدقائق الأخيرة وعدم المحافظة عليها وهذا ما حذر منه المدرب الإيطالي (زينجا). الآن اختلف الوضع وأصبحت الدقائق الأخيرة مصدر سعادة.
- حتى وقت قريب كان الأصفر يعاني من عملية الرجوع لأجواء المباراة إذا تلقى مرماه هدفاً.
الآن.. أصبح النصراويون فاعلين في قلب الموازين والنتائج شريطة أن تهتز شباكهم أولاً.
- حتى وقت قريب لم نكن نرى أطفالاً يلتفون بالشعارات الصفراء مع آبائهم في المدرجات الصفراء.
الآن أصبحنا نرى هؤلاء في المدرج الأصفر، وهو ما يؤكد أن قاعدة صغار السن وجيل النشء القادم يعشق هذا الفريق.
- حتى وقت قريب.. كان أعضاء الشرف يلتفون حول الشأن النصراوي، ويملأون الصحف بالتصريحات والوعود والأحلام.. ومع ذلك لم نر سوى فريق متردٍّ تعجّ به المشاكل وتلفه.
الآن.. غاب أغلب هؤلاء «المنظرين» ورأينا فريقاً أصفر متوهجاً.