خبران يجلبان السعد؛ قرأت الأول بالأمس؛ قياساً بعمر الزمن، بتاريخ 21 ديسمبر-كانون أول 2005م، والآخر قرأته اليوم 6 فبراير- شباط 2013م.
تناول الخبر الأول اتفاقية التعاون المشترك التي تم توقيعها بموجب التوجيهات السامية بين «المملكة العربية السعودية ممثلة في اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة» من جهة، و»برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» من جهة أخرى، لإنشاء مشروع بناء يضم ثلاثمائة وحدة سكنية للمتضررين والمحتاجين في مدينة رفح الفلسطينية، بتكلفة مالية قدرت بأربعين مليون ريال سعودي.
وأذكر أنني يومئذٍ هممت بالكتابة للتعبير عن السعادة التي غمرتني لقراءتي هذا الخبر، وشرعت في ذلك بالفعل، فنسخت الخبر واحتفظت به ليكون مرجعاً للمقالة، إلا أن الأحداث المتسارعة على أرض فلسطين أخذتني بعيداً عن الخبر، لأعود إليه مع خبر اليوم، وقد أصبح الحلم حقيقة والخيال واقعاً.. لقد ازدان خبر اليوم بهذه الصورة التي أرجو أن يعاد نشرها لتزدان بها مقالتي هذه أيضاً.
يشير الخبر إلى أن هذا الحي الموجود في الصورة أمامك قارئي الكريم، هو أحد حيين سعوديين أقيما على أرض رفح في جنوب قطاع غزة في فلسطين الحبيبة، ويشتملان على ألف وخمسمائة وإحدى وسبعين وحدة سكنية، يستفيد منها خمسة عشر ألف مواطن فلسطيني. وتضمن الخبر بعضاً من انطباعات الفلسطينيين الذين تسلموا مفاتيح وحداتهم السكنية بعد تشرد دام ما يقارب العشر سنوات من المعاناة بعد أن هدم الاحتلال الصهيوني منازلهم في عامي 2003م و2004م.
وحول تفاصيل هذا المشروع الكبير، فقد ورد في الخبر على لسان السيد إياد برهوم؛ رئيس لجنة الحي السعودي، أن المشروع ينفذ على مرحلتين بتكلفة إجمالية بلغت واحداً وسبعين مليون دولار أمريكي بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية؛ أما المرحلة الأولى وتسمى «الحي السعودي الأول» فبتكلفة مالية بلغت تسعة وثلاثين مليون دولار، وتشتمل على سبعمائة واثنتين وخمسين وحدة سكنية مخدومة بشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء، والمرافق العامة من مسجد، ورياض أطفال، ومستوصف، وسوق، ومركز مجتمعي، ومتنزهات، وحدائق عامة. وأما المرحلة الثانية وتسمى «الحي السعودي الثاني» فهي على وشك الانتهاء، وقدرت تكلفتها باثنين وثلاثين مليون دولار، وتشتمل على ثمانمائة وعشرين وحدة سكنية.
وبتأملي لحجم هذا المشروع وتكلفته، وجدتني أستجيب لرغبتي في التعرف على المشروعات الأخرى التي قدمتها لجنة إغاثة الشعب الفلسطيني، فدخلت صفحتها الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية http:--www.srec.org.sa-ar-gaza-projects-overview، فإذا بي أمام عدد من لجان أو حملات الإغاثة؛ فهناك «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا»، و»الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي»، و»اللجنة السعودية لإغاثة الشعب العراقي»، و»الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني»، و»الحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا»، و»اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني»، ثم الحملة التي نحن بصددها ها هنا وتحمل اسم «حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة».. حيث لمست من خلالها حجم البرامج التي تم تنفيذها قبل تنفيذ مشروع رفح، ومنها «البرامج الإغاثية»، وبلغت سبعة عشر مليوناً ومائتين وأربعة وستين ألف ريال، و»البرامج الصحية» وتشمل المواد والأدوية والمستلزمات الطبية، وبلغت ستة ملايين وثمانمائة وخمسة وسبعين ألف ريال، و»البرامج التنموية» وتشمل برنامج تأمين الوقود، بتكلفة بلغت مليوناً وثمانمائة وخمسة وسبعين ألف ريال، و»البرامج الغذائية» وبلغت تسعة وستين مليوناً وثلاثمائة وخمسة وسبعين ألف ريال، ثم «المشروعات السكنية» وبلغت سبعة وخمسين مليون ريال، تضاف إليها تكلفة مشروع رفح. تلك البرامج والمشروعات التي نفذت في قطاع غزة الحبيب، والقادم بإذن الله أكبر وأشمل، وهذا عدا ما تم تقديمه للشعب الفلسطيني في ربوع فلسطين كلها، وهنا أقول لكل ذي قلب مبصر: إن الشكر لمستحقيه واجب، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
وإني إذ أستشعر فزة الفرح التي انتابت أهلنا وأحبابنا في قطاع غزة وهم يستلمون مفاتيح وحداتهم السكنية، لأقول بملء القلب قبل الفم: أن شكراً يا خادم الحرمين الشريفين، وجزيتم خير الجزاء على ما قدمتموه، ومازلتم تقدمونه، للشعب الفلسطيني وللإنسانية عموماً من دعم ومؤازرة، وأبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يلبسكم الصحة والسعادة، وأن يديم على هذه البلاد أمنها ورخاءها وعطاءها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ولشعبنا الفلسطيني أقول: سيروا في مقاومتكم على بركة الله؛ فأنتم لستم وحدكم.
aaajoudeh@hotmail.comكاتب فلسطيني - الرياض