“ اصرفي مافي جيب زوجك حتى لايتزوج عليك “، “ انتفي ريش طيرك حتى لايأخذه غيرك “. هذه الجمل والأمثال النسوية، والنصائح الأنثوية، كنا نظن أنها قد اندثرت، ولم يعد لها واقع إلا في الحكايات الشعبية التي تحكى على سبيل الطرف، والتنكيت، لما كان عليه وضع المرأة، وما كانت تسلكه من حيل في سبيل الحيلولة دون زواج زوجها عليها.

ولكن يتضح أن مثل هذه النصائح لاتزال موجودة، وأن تكرار هذه الأمثال متداول في المجالس النسائية، مع ما وصلت إليه المرأة السعودية من تقدم في مجال التعليم، وتبوئها مناصب عليا في جميع مجالات الحياة الاجتماعية.

ولا يخفى ما يترتب على مثل هذه الأفكار من آثار سيئة، قد تكون مدمرة للحياة الزوجية برمتها، فمن آثارها اللازمة لها: أن تعيش الأسرة التي تديرها المرأة بهذه العقلية البالية في ضيق من العيش دائماً، وعدم استعداد للطوارئ النازلة بالأسرة، كمرض، أو مناسبة زواج، أو ولادة، أو غير ذلك، مما يضطر الزوج المسكين إلى الاستدانة، وتحمل أعباء الديون طيلة وجود هذه المرأة التي تتعمد الإسراف، والتبذير، وهدر موارد الأسرة عامدة متعمدة.

أما أسوأ آثار هذه الأفكار الهدامة، فهو أن يكتشف الزوج حقيقة أن زوجته هي أساس بلائه، وأنها سبب دمار البيت، فأول ما سيفكر فيه أحد أمرين: إما أن يهمشها تهميشاً كاملاً، ويقتر عليها وعلى الأولاد بحيث لاتجد إلا أقل الضروري، مما لايكفيها ولا أولادها، فضلاً عن أن تبذر أو تسرف، وهذا أهون الشرين، أما أعظمها فهو أن يعتبرها عضواً فاسداً، يجب التخلص منه مهما كان الثمن، ولايخفى أن الثمن هو دمار الأسرة، وتفكك العائلة، وطلاق الزوجة، وضياع الأولاد، إلا من رحم الله.

ولا يخفى على العاقلات من الزوجات الصالحات، أن سلوك هذا الطريق يدل على العجز، وقلة الحيلة ؛ لأن الهدم يستطيع أن يقوم به كل واحد، وأن إحراق البيت، وجعله رماداً يمكن أن يقوم الطفل الصغير، والمجنون والمعتوه، لكن العقلاء والعاقلات يظهرون في ميدان البناء، والتأسيس والإعمار مادياً كان أو معنوياً.

وكذلك نتف ريش الطائر، وتشويه منظره، وجعله مشوهاً عاجزاً يستطيع أن يقوم به أي سفيه من البشر، لكن العقل والحكمة والرصانة، في كيفية المحافظة على جمال الطائر، ورعاية ريشه، وتقوية أجنحته، وحبسه بالمعاملة الراقية، وأسره بدون قفص بالأسلوب الحسن المحبب إلى النفس، بحيث لايستطيع أن يفكر مجرد تفكير في أن يترك صاحبه، أو يغادر عشه.

ملحوظة: هناك كثيرات، يرغبن في الطائر الذي ريشه صاحبه ؛ لينبتن ريشه، ويرعينه من جديد، فيندم من نزع ريشه أولاً.