الحديث عن الفنّ التشكيلي الكويتي يعني الحديث عن بدايات وانطلاقة الفنّ التشكيلي الخليجي ولهذا من الصَّعب سرد مسيرته وتأثيره ودوره في استقطاب الفنانين من مختلف دول المنطقة العربيَّة وجمعهم في معرض واحد كان الأول على مستوى الخليج والرائد في هذا الجانب، لكننا نحاول التذكير لِمَنْ ابتعد قليلاً عن متابعة جديده والتعريف به للأجيال الجديدة التي تحتاج لأن تدعم بالمعلومة والمعرفة عن حضور هذا الفنّ خليجيًّا على وجه العموم أو في الكويت على وجه الخصوص، وقد تحمل هذه الزاوية الأخيرة عن الفنّ التشكيلي الكويتي مخصصة لمشاهد رائعة تمثِّلت في الحضور الجميل للفنانين في مقر الجمعية ومن مختلف الأجيال كانوا في تلك الليلة المحسوبة والمكتملة القيمة الغذائيَّة في ثقافة الفنّ التشكيلي، من المحظوظين أن نستمع للآراء من الطرفين التي كان لِكُلِّ طرف فيها فرصته لطرح الرأي بِكلِّ أريحية ورقي فهم لمعنى الحوار.
أشاد الشباب بدور الرُّواد، ثمَّ تلقى الشباب تقدير الرُّواد وثنائهم على تحرك الشباب نحو الحداثة وتطوّر الأساليب دون اعتراض أو انتقاد، كنت أرى في عيون الرُّواد صدق الانتماء لهذا المقر وكنت أتابع تحرّكاتهم وهم يتنقلون من قسم لآخر ويشاركون باعتزازهم بجمعيتهم كل الحضور، حينما قال أحدهم: إن محبته لهذا المكان تنافس محبته لبيته، أما الشباب فكانوا الأكثر حيويَّة وتفاعلاً في تنفيذ ما أوكل لهم من سبل التنظيم.
هذا كلّّه تطوعٌ دون أيّ شرط، أو اشتراط مكافأة أو انتظار ثمن لجهد، كانت الجمعية هي الأهمّ على حساب الكثير من ظروفهم الأسرية والعملية، كما قال أحد الشباب: إنّه خلال أيام التنظيم لأيِّ معرض تصبح الجمعية منزلنا، هذه الهمّة والانتماء الصَّادق هي من تصنع النجاحات، خصوصًا أن هؤلاء جميعًا الكبار منهم والشباب لديهم القناعة التامة أن العمل في الجمعية لا يعني خدمة شخص بعينه أو جهة أو مؤسسة بقدر ما يعني الجمعية بِكلِّ تفاصيلها.
هذه الإطلالات على جمعية الكويت للفنون التشكيلية قصدنا منها أن الفنّ هناك لا زال يسير كما رسم له، تمخض عنه طموح أكبر بأن قام الزميل الفنان عبدرب الرَّسُول سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية بطرح فكرة اتحاد الجمعيات التشكيلية في الخليج، الذي أصبح رئيسًا له ويسعى من خلاله إلى لملمة جهود تلك الجمعيات، هذه الخطوة لم تأت من فراغ بقدر ما هي نتاج مسيرة ما يقارب الخمسين عامًا عمر جمعية الكويت التشكيلية.
جهود مجتمعة بين رجال نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم عبر إبداعهم، ودعم كريم من المؤسسة المعنية بمثل هذه الجمعية، دعم يستحقُّ الاحترام سهّل مهام مجلس إدارة الجمعية، ومنحها الاستقرار الوظيفي لموظفي إدارتها.
monif.art@msn.comفنان تشكيلي