|
إذا كان القدر قد غيب شخصية إنسانية احتفينا بها جميعاً عند توليه -رحمه الله- إمارة منطقة الرياض، وها هو يأتي اليوم الذي نحزن فيه على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز عليه حزنا كبيرا، فقد كان لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بصمات مشهودة في مجالات البذل والإحسان وصدقات السر وتلمس احتياجات المواطنين والمعوزين على وجه الخصوص.
ويؤكد من لازموا سموه في مراحل العمل وفي فترات عمله وارتباطه بإمارة الرياض أن الفقيد كان حاضراً في كل التطورات الحضارية التي شهدتها العاصمة على مر العقود الماضية، وكانت لديه قدرة على التفاعل مع محيطه ومجال قيادته لإحداث التكامل في عمل القطاعات المختلفة، وتمكين التفاعل بين الإمارة ومجتمعها، حيث كان يتسم -يرحمه الله- بروح المحبة وروح الألفة والود التي تجمعه بكافة المواطنين والمقيمين بمنطقة الرياض بكل فئاته العمرية حاملاً تطلعاتهم وهمومهم. كذلك أجمع الكثير ممن زاروا الأمير سطام -رحمه الله- في مكتبه بقصر الحكم -في قضايا تخصهم- على خصائص وصفات ثابتة كانت تميز سموه؛ منها تواضعه الجم وبُعده عن التكلّف والرسميات، وقربه من الصغير والكبير وحبه للناس، وهو ما أكسبه محبة الجميع حيث لا يختلف على ذلك اثنان، وقد لمس الجميع اهتمام وحرص سموه الكبير من خلال توجيهاته المستمرة للعاملين تحت إدارته بقضايا الناس خصوصاً البسطاء وكبار السن، وفي الجانب الآخر حرصه الشديد على متابعة المشروعات والبرامج المعتمدة في منطقة الرياض، لا سيما التي تخدم الوطن والمواطن على كافة المستويات. رحم الله الأمير سطام وأسكنه فسيح الجنان، فقد بذل كثيرا من العمل الخيري والإنساني، وقدم كل ما يستطيع لحل كثير من الخلافات، وقد وفقه الله إلى كثير من حالات الصلح، بين كثير من الأسر التي طال أمد النزاع على حقوق تخص الدم وإعتاق الرقاب والصلح بين الخصوم من دون أن يعلم بها أحد وندعو الله عز وجل أن يكتبها في ميزان حسناته.
وبهذه المناسبة يشرفني أن أعبر عن مشاعر الولاء والوفاء والسمع والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم باختيار صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أميرا لمنطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائبا لأمير منطقة الرياض مؤكدين أن هذا القرار جاء تتويجاً لعطاءتهما المستمرة في خدمة الدين والمليك والوطن. ودعواتنا لسموهما بالتوفيق والسداد في مهامهما الجديدة، فهما أهل لهذه الثقة الملكية الغالية وأفضل الرجال لتحمل هذه المسئولية الكبيرة بكل كفاءة وجدارة.
- سعد بن علي الشريف