يعتبر سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله- من الجنود المجهولين الذين يعملون بصمت والذي لا يعرف ما يتميزون به من تضحية وجهد إلا القليل من الناس.

فالأمير سطام كان يتمتع بخصلة يندر وجودها في المسئول الإداري وهي القوة في اتخاذ القرار ويعبر عنها خبراء الإدارة بمبدأ (اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب) فسموه لا يتردد في اتخاذ القرار مهما كان مداه إذا ثبت له صحة قراره بالإضافة إلى الخصال الأخرى التي كان يتمتع بها سموه كالإخلاص في العمل والبشاشة أمام الناس والجدية في الإنجاز.

سُعِدت بمقابلة الأمير سطام في مقر إمارة منطقة الرياض منذ عدة سنوات عندما كنت في مهمة تعاونية غير رسمية بالإمارة بطلب من معالي الشيخ عبدالله البليهد وكيل الإمارة السابق -حفظه الله- الذي يتصف بالتواضع والعمل الدؤوب لمناقشة بعض الإجراءات الوظيفية المتعلقة بترقية موظفي الإمارة، حيث كنت أعمل بديوان الخدمة المدنية حسب مسماه السابق قبل أن يحول إلى وزارة، وكنت وقتها قد أصدرت أول مؤلف لي في مجال الإدارة العامة وهو (مبادئ الخدمة المدنية وتطبيقاتها في المملكة) حيث حملت معي نسخة من الكتاب لإهدائها إلى الشيخ عبدالله إلا أنه طلب مني بدلاً من ذلك إهداء هذه النسخة لسمو الأمير سطام -رحمه الله- حيث كان سمو الأمير سلمان -حفظه الله- أمير منطقة الرياض -آنذاك- في إجازة حيث اصطحبني معاليه لمكتب سموه فرأيته يتسم بالهدوء والتواضع والوجه البشوش، وبعد أن عَرّفه الشيخ عبدالله بي، أبدى سموه في البداية حرص الإمارة على تحفيز موظفيها بما في ذلك الترقية مع تقديره للجهات المعنية المتعاونة مع الإمارة حول ذلك، ثم أثنى سموه على المؤَّلف كونه يعرض لتاريخ الخدمة المدنية في المملكة وطلب مني سموه الاستمرار في هذا المجال لأن بلادنا تحتاج للمزيد من هذه البحوث مني ومن غيري وفي كافة المجالات، ثم سألني سموه عن السعودة وماذا عمل (ديوان الخدمة المدنية) في ذلك حيث أوضحت لسموه ما لدي من معلومات حول ذلك.

وما أثاره سموه حول هذا الموضوع دليل على حرص سموه على توظيف المواطن السعودي ومساهمته في خدمة بلاده، كما أثنى سموه على مبدأ التعاون والتكامل بين الأجهزة الحكومية لكون ذلك يساعد على تحقيق الهدف العام وهو تقدم المملكة ورفعتها ورفاهية مواطنيها والذي يعتبر هاجساً لقيادة هذا الوطن الغالي.

رحم الله سمو الأمير سطام وشمله بعفوه وكرمة جزاء ما قدمه لعقيدته ولوطنه ومجتمعه.