من القرارات الرياضية التي صدرت الأسبوع الماضي قرار لجنة الاحتراف المتعلق بنادي الوحدة وقضية التوقيع عن أحد لاعبي الفريق بالموافقة على تأخير حصوله على مستحقاته (تأخير وليس حصولاً) من أجل الحصول على موافقة اللجنة تسجيل محترفي الفريق قبل انتهاء فترة التسجيل نهاية الشهر الماضي، والعقوبة التي صدرت بحق مسؤول الاحتراف بالشطب من الرياضة، وهو قرار (عجيب وغريب) وقاسٍ ومتشدد من وجهة نظري، ولا يستند إلى نظام، وليس في مادة (الأحكام العامة) التي استند إليها ما يوجب هذه القسوة والإضرار المبالغ فيه.
تصرف مسؤول الاحتراف عبدالعزيز دبلول اعتبرته اللجنة تزويراً، في حين يرى قانونيون رياضيون غير ذلك، وأن القضية لا ترتقي إلى درجة التزوير، وهو كذلك؛ فالتزوير تغيير في أوراق من شأنه أن يسبب ضرراً، وهو ما لم يحدث للاعب الذي حصل على حقوقه كاملة قبل الوصول إلى الإدانة للشخص المسؤول عن التغيير والتوقيع عنه.
الخطأ الذي حدث غير مبرر وغير مقبول إطلاقاً، وهو خطأ يوجب العقوبة، خاصة إذا كان مسؤول الاحتراف اعترف بارتكابه، لكن غير المبرر أيضاً غلاظة وشدة العقوبة وقسوتها المبالغ فيها، وعدم استنادها إلى نظام. ولا أعرف من أين جاءت اللجنة بعقوبة (الشطب)، فليس في لائحتها ما ينص عليه، والشطب صدر مطلقاً، وهو أمر مبالغ فيه، وإذا كان لا يُنهي (الحياة الوظيفية) لمسؤول غير متفرغ إلا أنه يخدش سمعته ومستقبله وتاريخه الطويل وسجله النظيف في مجال اللعبة، الذي فيه ما يشفع مراعاته في أمر العقوبة المغلظة. ولا أعرف أيضاً من أين استقت صلاحية (عدم السماح له بالاستئناف)، وهو يتجاوز سلطتها طالما ليس هناك مادة قانونية منصوص عليها، وكان يجب على اللجنة استخدام عبارة لطيفة ومهذبة ومحترمة بدلاً من كلمة شطب، مثل كلمة حرمان مثلاً أو وقف أو منع من العمل في لجان الاحتراف ومسؤولياتها، أو في النادي، أما كلمة شطب فهي قوية، وكأني بها مقصودة لذات الشخص، أو أنها جاءت على طريقة (اضرب الضعيف يخاف القوي).
كلام مشفر
* لا يستحق موضوع (رفع العقال) أي رد أو إضافة. الرد السابق ألجم الزميل، ولم يأتِ بجديد، وإن كشف عن ضحالة ثقافته بسؤاله عن عقال ياسر عرفات، فهو معروف عند الكثيرين أن طريقة لبسه العقال مفتوحاً تعبير عن (حزنه) على فقدان فلسطين، منطلقاً من أصل لبس (العصابة) السوداء بعد فقدان الأندلس قبل أن تتحول إلى عقال.
* نهائي كأس سمو ولي العهد الذي يُقام الجمعة سيكون حتماً نهائي الحلم، ومن مباريات العيار الثقيل ولقاءات السحاب للكرة السعودية، وهو نهائي يليق بالمناسبة الكبيرة وحضورها التشريفي الكبير.
* نهائي ليس فيه خاسر بالفعل، والفريقان الهلال والنصر حظيا بشرف تمثيل الشباب والرياضيين السعوديين في اللقاء الأبوي الكبير، والفائز منهما يستحق أن يرصع جيد لاعبيه بالذهب.
* أحد قرائي الأعزاء في الجزيرة علق نهاية مقالي الأسبوع قبل الماضي بأنه غاضب منى؛ لأني لم أهنئ الهلال الموسم الماضي ببطولة كأس سمو ولي العهد، وهو مخطئ؛ فوالله إنني فعلت، إن لم يكن هنا ففي مكان آخر، وليس ذنبي أنه لا يتابعني إلا في الجزيرة.
* وحتى لا يغضب أحد مني فإنني أقول من الآن للفائز بكأس سمو ولي العهد (ألف مبروك)، ومتأكد أن من سيتوج باللقب يستاهل.. يستاهل.
* أطالب اتحاد الكرة بإعادة النظر في قرار لجنة الاحتراف؛ فصدور قرار بهذه القسوة والغلظة من غير سند قانوني سيحرج الاتحاد ولجنة احترافه في السنوات القادمة، في وقت قد لا تكون فيه اللجنة الحالية التي أصدرت القرار (الغريب العجيب) موجودة.
* شطب المسؤول ومنع الاستئناف أرى أن لهما خلفية واضحة، هي خشية أعضاء اللجنة من أن يكسب اللاعب أو النادي القضية عند المرافعة لدى لجنة الاستئناف، تماماً كما حدث مع وكيل أعمال اللاعبين نواف المهدي الذي كسب قضيته معها بعد استئنافه.
* كثير من الرياضيين يتفقون معي ويسألون اللجنة: لو أن القرار تعلق بمسؤول آخر في نادٍ آخر غير الوحدة، هل كان سيصدر بهذه القسوة واللهجة والطريقة؟ بل هل كان سيصدر أصلاً؟!
* استخدام عبارة الشطب أمر لا يحدث حتى في قرارات لجنة الانضباط التي من صلاحياتها وفي لائحتها عقوبة الشطب، لكنها تستخدم لفظ أو عبارة (الحرمان من المشاركة في أي نشاط يتعلق بكرة القدم).
* وعلاوة على عدم استخدام لفظ الشطب فإن لائحة الانضباط لا تعاقب بالحرمان المطلق، وإنما بمدة محددة، وذلك منصوص عليه في المادة 71 من لائحة اللجنة (الحرمان اثنا عشر شهراً)، وفي محيط كرة القدم فقط (أي نشاط يتعلق بكرة القدم)!
* وإذا كان قرار الاحتراف غريب وعجيب فإن الأعجب منه هو موقف وصمت إدارة الوحدة حتى إذا كانت لا تقر خطأ المسؤول إلا أن من واجبها العمل على حمايته بأن تكون عقوبته على قدر الخطأ، وإذا كان الموضوع كما يقول الوحداويون (الدبلول شال القضية) فبصراحة صمتها نذالة!