|
الجزيرة - خالد الحارثي:
أكد وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أن المريض هو محور الاهتمام الأول في استراتيجية الرعاية الصحية بالمملكة - وهو المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه المشروع الوطني للرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة الذي تنفذه وزارة الصحة- فإن هذا المشروع لا يقف عند حد التوسع في نشر وإنشاء مرافق الخدمات الصحية من خلال زيادة المستشفيات العامة والتخصصية والمراكز الصحية وإدخال التقنيات الطبية المتطورة. وأضاف خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر الأول للجمعية السعودية للإدارة الصحية يوم أمس في فندق الأنتركونتينتال والذي تنظمه الجمعية تحت شعار «الاتجاهات الحديثة في الإدارة الصحية» أن المشروع الوطني للرعاية الصحية الشاملة يشمل تحديث النظم الإدارية وانتهاج أساليب الإدارة الحديثة التي تقود إلى تطبيق ذلك المبدأ بفعالية أكثر. ونذكر منها على سبيل المثال تحقيق مبدأ العدالة والتوازن في توزيع الخدمات ومشاريع المرافق الصحية بين المناطق، بما في ذلك المستشفيات المرجعية كالمدن الطبية الحديثه التى أنشئت أو تحت الإنشاء في خمس مناطق جغرافية بالمملكة، بحيث يجد المواطن خدمات صحية
متكاملة لا يحتاج معها إلى التنقل من منطقة لأخرى، وكذلك التوسع في استخدام الإمكانات المتطورة لتقنية ونظم المعلومات في متابعة أداء المرافق الصحية وتطبيق الملف الصحي الإلكتروني ونظام إحالة المرضى - وذلك على سبيل المثال لا الحصر، والعمل على حفظ حقوق المرضى والبت في شكاواهم بإنشاء إدارة لعلاقات وحقوق المرضى في الوزارة وفي كل منطقة، وإنشاء سجل لرصد الأخطاء الطبية، وتحسين الكفاءة التشغيلية للمستشفيات من خلال وضع معايير للتشغيل وبرامج لإدارة الأسرة وعلاج اليوم الواحد، تطبيق نظام اعتماد المنشآت الصحية القائم على أساس الالتزام الكامل بأساليب إدارة الجودة والمخاطر وسلامة المرضى، تنفيذ برامج لتأهيل القيادات الصحية وتدريب العاملين، العمل على التنسيق والتكامل مع القطاعات الصحية الحكومية والأهلية من حيث تحويل المرضى للعلاج أو تبادل الاستفادة من الموارد والمعلومات والخبرات المتاحة، وكذلك التعاون مع هيئات المجتمع المدني ذات العلاقة مثل الجمعيات الصحية الخيرية والمؤسسات الوقفية والجمعيات الصحية المهنية، وتقديرا للدور الذي يمكن أن تقوم به الجمعيات الصحية المهنية في تطوير الخدمات الصحية وفقا لتخصصها، فقد شجعت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية إنشاء هذه الجمعيات طبقا لمهامها التي حددها النظام.
من جهته أكد رئيس الجمعية السعودية للإدارة الصحية البروفيسور خالد بن سعيد أن المؤتمر من خلال متحدثيه إلى إلقاء الضوء على قضايا الإدارة الصحية عبر محاضرات تشمل عناوين منها تنظيم وإدارة المنشآت الصحية في القرن 21 وبوصلة الإدارة الحديثة في المستشفيات وأثر التأمين الصحي في تطوير الإدارة الصحية بالإضافة إلى رؤية حول الموارد البشرية في قطاع الصحة.
وأضاف أن المحاضرات تحتوي موضوعات مختلفة في هذا المجال من بينها قياس عبء العمل في التمريض وقضية السعودية في القطاع الصحي الخاص بالإضافة لتفعيل دور الجمعيات الصحية الخيرية إلى جانب موضوع المؤسسية في إدارة العمل الصحي الخيري والإدارة الأهلية في تيسير المؤسسات الوقفية والخيرية الصحية.
وقال تشمل موضوعات المؤتمر الأول إلى ذلك أيضا، موضوعات الصناديق الاستثمارية الصحية وتحسين كفاءة استخدام الأسرة ودور الإدارة في ترشيد استخدام الموارد وتنظيم ورقابة استخدام الأجهزة الطبية وترجمة التخطيط الإستراتيجي لإدارة إستراتيجية والأداء التشغيلي للمستشفيات وفقا لتغير النمط الإداري وقياس الكفاءة الانتاجية للمرافق الصحية.
وأشار إلى أن محاضرات المؤتمر تسعى لمعالجة موضوعات أخرى عدة من بينها قياس الكفاءة الإنتاجية للمرافق الصحية وأثر الحوكمة في أداء الخدمات الصحية بالإضافة إدارة الكلفة في المؤسسة الصحية وإضاءة موجزة على النظام الصحي الحديث في كوريا الجنوبية وكيفية الوصول لضمان جودة وجدوى علاج مرضانا في بالمستشفيات الخاصة، هذا إلى جانب حلقتي حوار حول الخدمات الصحية الحكومية والخاصة تكامل أم تنافس وأخرى بعنوان تشجيع مبادرات العمل الصحي الطوعي، كما تعقد في المؤتمر ورشتا عمل حول التخطيط الاستراتيجي في الخدمات الصحية وآليات وتقنيات تقويم الأداء المالي في المستشفيات. من جهته أكد الدكتور عثمان الربيعة نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية وعضو اللجنة المنظمة أن الجمعية تسعى من خلال عقد المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام إلى تحقيق عدة أهداف أهمها: ترسيخ مفهوم الإدارة الصحية في النظام الصحي وإبراز دورها في تطوير الخدمات الصحية، التعرف على تجارب داخلية وخارجية في تطبيق الأساليب الإدارية الحديثة، إظهار التنوع والشمولية في المجالات التي تعالجها الإدارة الصحية، تنمية وتحديث المعلومات لدى العاملين في حقول الإدارة الصحية المختلفة.
وأضاف الربيعة أن المؤتمر يعد فرصة سانحة للمشاركين والمحاضرين لتبادل الآراء والأفكار من خلال المناقشات والمداخلات للوصول إلى نتائج وتوصيات تفيد الخدمات الصحية.
ومن المقرر أن يتناول المحاضرون خلال الأيام الثلاثة للمؤتمر عديدا من المحاور، ومنها» التخطيط والإدارة والتنظيم الاستراتيجي للخدمات الصحية من مفهوم حديث، إدارة التكاليف وترشيد وكفاءة استخدام الموارد والأسرة والأجهزة الطبية، تقويم الأداء المالي وكفاءة التشغيل ودور الحوكمة، الموارد البشرية والتمريض وقضية السعودة.
ويستعرض المحاضرون تجارب في الإدارة الصحية الحديثة في المملكة وفي كوريا الجنوبية، وكيفية التكامل بين خدمات القطاع الصحي الحكومي والخاص، وسبل تطوير إدارة العمل الصحي الخيري وتشجيع المبادرات المجتمعية. كما يتم عرض بحوث متنوعة لطلاب الدراسات الصحية. ويشارك في إلقاء المحاضرات إلى جانب المحاضرين السعوديين محاضرون من الكويت وعمان ولبنان وبريطانيا والولايات المتحدة.