الجزيرة - هبة اليوسف:
في الوقت الذي أعلن رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم سمو الأمير فيصل بن عبدالله المشاري عن تصميم نظام «اختبار قياس» للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة ينطلق بعد عامين، يقوم من خلاله الطلاب بتقييم أنفسهم عبر اختبارات تحريرية تعكس مهاراتهم وقدراتهم، ويقدم لهم توصيات لتحسين الأداء, جاءت ورقة مدير مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي القرني صباح يوم أمس الأربعاء ضمن برنامج الجلسات العلمية بالمنتدى الدولي للتعليم 2013 مبرزة أهمية التقويم والقدرة الفائقة لنظمه واتساع مجالات تطبيقه، مشيراً إلى أن أدوات التقويم لا تنحصر على قياس التقدم الفردي لدى الطلاب فحسب بل تتجاوز ذلك لقياس ومتابعة أداء المؤسسات والأنظمة وقياس مدى كفاءة المدارس والمؤسسات التعليمية.
وأضاف القرني أن التقويم يمثل حلقة غاية في الأهمية في النظام التعليمي وبدونه لا تتجسد ديناميكية التطور التربوي. مشددا خلال ورقته التي جاءت بعنوان (التقويم لتطوير الأداء في التعليم العام) على أهمية التقويم وأدواته لدعم وتطوير العملية التعليمية.
وأكد القرني أن التقويم التربوي يعتمد على معلومات يتم جمعها في مستوى الصف الدراسي والمدرسة والجهاز المركزي وإذا لم تتسق هذه المعلومات وتترابط في منظومة واحدة فإن الاحتمال كبير بتولد شعور لدى المعنيين في مستوى معين بعدم الثقة في هذه المعلومات في المستوى الآخر مما يؤدي إلى عدم التكامل أو بالأحرى إلى اختزال التقويم وعدم شموليته.
وأبان القرني أنه يجب عدم الاكتفاء بالتقويم الختامي والذي يأتي في نهاية التحصيل الدراسي العام بهدف الاختيار والتصنيف والمقارنة بين الطلاب والتوسع في برامج التقويم التعليمي، مشيراً إلى أهميته كوسيلة لجمع المعلومات عن الطلاب والطالبات، إلا أنه لا يخدم العملية التعليمية ولا يؤدي إلى رفع مستوى التعلم.
مشيداً بالتقويم التكويني الذي يحدد معايير الأداء وبالتالي يساعد على تطوير العملية التعليمية.
فيما رأى مدير مركز التميز البحثي في تطوير تعلم العلوم والرياضيات الدكتور فهد الشايع أن التقويم يعد جزءاً من عملية التعلم وليس مجرد حكم عليها. وبذلك تحول الاهتمام إلى استخدام التقويم لتحسين عمليات التعلم لا تقييمها فقط.
وأشار في ورقته التي جاءت بعنوان (التقويم من أجل تعلم العلوم والرياضيات) لمشروع تطوير الرياضيات والعلوم في التعليم العام والذي تنفذه وزارة التربية والتعليم، حيث يسعى المشروع إلى تحقيق تطوير جذري لمناهج الرياضيات والعلوم واستخدام أساليب التقويم من أجل التعلم.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي للتعليم يختتم أعماله بعرض تجربة أكاديمية أسباير القطرية التي تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، وهي أكاديمية غير ربحية تسعى لتطوير قادة رياضيين ذوي تعليم أكاديمي عال، حيث توفق بين التعليم والرياضة وهي مدرسة رياضية يلتحق بها الطلاب في المرحلة الابتدائية لتطوير المهارات الرياضية لديهم ويتمون تعليمهم بها حتى المرحلة الثانوية حيث تخرج رياضيين محترفين. وفي حديث خاص مع (الجزيرة) ذكر مدير السكن الطلابي بالأكاديمية سعيد سرور أن الأكاديمية أنشأت منذ سبع سنوات وهي تضم حاليا 195 طالبا من مختلف الجنسيات لديهم هوايات رياضية متنوعة، مشيراً إلى هنالك توجهاً مستقبلياً لإنشاء أكاديمية مستقلة للفتيات، حيث توفر لهم الأكاديمية في الوقت الحالي منشآت صغيرة مستقلة تضم برامج تدريبية خاصة بهن.