الجزيرة - ليلى مجرشي:
أكد باحثون وخبراء على أهمية التقويم في عملية التعلم والتعليم بكافة أشكاله، مشيرين إلى أنه يعتبر غالباً على أنه من أدوات لقياس التقدم الفردي لدى الطلاب والطالبات كما نوهوا إلى دور التقويم التكويني الذي تحدد فيه معايير الأداء والذي يؤدي إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي ومن ثم إلى تطوير التعليم.
يذكر لمنتدى والمعرض الدولي للتعليم يواصل فعالياته لليوم الثالث، حيث قدمت 12 ورقة عمل ذات محاور متعددة حول التقويم ومعاييره وتطبيقه. وقدم الدكتور علي عبدالخالق القرني مدير مكتب التربية العربي لدول الخليج من خلال ورقته (التقويم لتطوير الأداء في التعليم العام) نظرته لأدوات التقويم غالباً على أنها أدوات لقياس التقدم الفردي لدى الطلاب والطالبات. وفي نفس الوقت يرى القرني أن أدوات التقويم تتيح للأفراد والمجتمعات والدول متابعة كفاءة المدارس ونظام التعليم فيها.
وأضاف القرني خلال استعراضه لورقة العمل: «إن التقويم يمثل في النظام التعليمي حلقة تعد غاية في الحساسية والأهمية وبدونه لا تتجسد ديناميكية التطور التربوي».
وأكد القرني أن التقويم التربوي يعتمد على معلومات يتم جمعها في مستوى الصف الدراسي والمدرسة والجهاز المركزي حيث يجب أن تترابط في منظومة واحدة».. وأضاف: لقد ساد التركيز على التقويم الختامي Summative evaluation للوفاء بأغراض الاختيار والتصنيف وكنتيجة طبيعية لهذا التوجه كانت أغلب أدوات التقويم في الصف الدراسي والمدرسة ختامية تهدف إلى التصنيف والمقارنة بين الطلاب وتنتهي بأرقام ورموز تدل على التحصيل الدراسي (الدرجات).
ومع أهمية التقويم الختامي كوسيلة لجمع معلومات مهمة عن تعلم الطلبة، إلا أنه لا يؤدي إلى رفع مستوى التعلم ولا يحقق للجهاز المركزي الدعم المنشود في إصدار القرارات التعليمية الصائبة.
ورأى المحاضر أن البحث أثبت أن التقويم التكويني Formative evaluation الذي تحدد فيه معايير الأداء ويتم التحقق منها يؤدى إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي ومن ثم إلى تطوير التعليم، إذ إن من سمات هذا النوع من التقويم أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأهداف والمعايير التعليمية التي يجب أن تحدد بوضوح، فهو تقويم من أجل التعلم وليس عن التعلم.
واختتم الدكتور القرني عرضه أنه لكي يتحقق تطوير التعليم يجب تبني التقويم التكويني وأدواته المختلفة وأن توجد ثقافة موحدة وفهم مشترك للتقويم في المستويات الثلاثة: الصف الدراسي والمدرسة، والإدارة المركزية.
من جانب آخر قدم الرئيس التنفيذي لشركة تطوير الخدمات التعليمية الدكتور علي الحكمي في ورقته (التقويم الصفي والتقويم الوطني لتعلم الطالب: توجهات حديثة، رؤية تكاملية) أن التقويم عنصراً أساسياً في عملية التعليم والتعلم. وأضاف: وسواء كان على مستوى الممارسات داخل الصف الدراسي أو كان واسع النطاق على المستوى الوطني فإن سياسات التقويم وممارساته وكيفية توظيف نتائجه تؤثر في درجة تحقيقه للغرض الرئيس منه وهو تحسين مستوى تعلم الطالب ورفع جودة العملية التعليمية بشكل عام.
وقال: يؤدي عدم اتساق التقويم على المستويين الصفي والوطني إلى انحراف عملية التقويم عن غرضها الأساس وتحول المدارس إلى مؤسسات تعد الطلاب لاجتياز الاختبارات فقط، وتحد من دور المعلم ليكون مقتصراً على التدريس للاختبار وليس لبناء شخصية الطالب المتكاملة».