بغداد - نصير النقيب:

يعقد مجلس النوَّاب العراقي اليوم الخميس جلسة خاصة يستعد فيها لإقرار الموازنة العامَّة للدولة للعام 2013م. وكان رئيس مجلس النوَّاب العراقي أسامة النجيفي قد قرَّر الثلاثاء، تأجيل جلسة البرلمان الـ12 من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعيَّة الثالثة المقرر عقدها للتصويت على قانون الموازنة الماليَّة للعام 2013م، إلى اليوم الخميس بسبب استمرار الخلافات على الموازنة.

من جهته أعلن مقرر مجلس النوَّاب محمد الخالدي عن أن رئيس البرلمان أسامة النجيفي شكَّل لجنة برلمانية للتحقيق برفع الاجتثاث عن رئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود، والتحقيق في إجراءات رئيس الحكومة بتعيين عضو هيئة المساءلة والعدالة عن حزب الدعوة باسم شريف البدري رئيسًا للهيئة بِشَكلٍّ مؤقتٍ بدلاً من فلاح حسن شنشل، وقال الخالدي لـ(الجزيرة): إن «رئيس البرلمان أسامة النجيفي شكّل لجنة برلمانية للتحقيق في قرار رفع الاجتثاث عن رئيس المحكمة الاتحادية». يأتي ذلك فيما يمضي المعتصمون في ساحات الشرف بمحافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى شهرين على التوالي للمطالبة بحقوق الشعب العراقي.

وأكَّد المعتصمون أنهَّم سيواصلون اعتصامهم لحين تنفيذ جميع مطالبهم التي خرجوا من أجلها بِشَكلٍّ سلمي وأكَّد المعتصمون نبذهم الطائفية والفرقة بين مكوِّنات الشعب العراقي بِكلِّ أشكالها، مشددين على وحدة الصفِّ والعمل على إسكات الأصوات التي تعمل على بثِّ الفرقة بين مكوِّنات الشعب العراقي الواحد.

إلى ذلك وجهت اللجان الشَّعبية المشرفة على الاعتصام في ساحةً العزَّة والكرامة بالرمادي رسالة مفتوحة إلى أبناء العشائر في جنوب العراق والفرات الأوسط جاء فيها أن الحكومة تعمل جاهدة على نقل الصراع من خلاف بين المتظاهرين والحكومة إلى خلاف بين المتظاهرين وأبناء عمومتهم في الجنوب والوسط.

وقالت اللجان في بيان لها: إن قرار وكيل وزارة الداخليَّة نقل مجموعة من أفراد الشرطة الاتحادية من محافظة البصرة إلى الأنبار يدل على ذلك، معتبرين أنها محاولة لإذكاء الفتنة بين أبناء العراق حسب اللجان.

من جهته، قال الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي وعضو مجلس النوَّاب العراقي رئيس كتلة الوسط البرلمانية إياد السامرائي: إن انطلاق المظاهرات الجماهيرية كان عفويًا ودون تخطيط مسبق ولذلك فهي تمتدّ اليوم بسرعة للكثير من المحافظات، مبينًا أن معاناة المواطنين في أصل التَّعامل معهم وما يعكسه من ممارسات ظالمة على شتَّى الأصعدة بيَّن السامرائي لـ(الجزيرة) أن التجاوب الحكومي مع مطالب المتظاهرين ضعيفٌ إلى حد كبير، ولاسيما مع ظهور مؤشرات سلبية بعدم وجود النيّة لتنفيذها، متسائلاً: لو أن الحكومة استجابت لِكُلِّ هذه المطالب فهل ستنصلح كافة الأمور؟ وما ضمان ألا تعود الأمور إلى ما أشد وتعود نفس التجاوزات والممارسات السابقة، مضيفًا إلى أن لجنة الدكتور الشهرستاني قامت بجهد لا ينكر، ولكن في أيِّ إطار؟ لقد انحصر الجهد في تطبيق القانون، والإفراج عمّن كان يجب الإفراج عنهم.

وفي ذات السياق، انتقد رجل الدين البارز، العلامة الشيخ عبد الملك السعدي بطش الحكومة بالمتظاهرين والإجراءات الأمنيَّة التي شهدتها العاصمة خلال الأيام الماضية «ضد طائفة دون أخرى» فيما دعا المتظاهرين إلى «الثبات» وسماع كلمة «العقلاء»، وقد اتهم السعدي حكومة المالكي بتشكيل حزب الله والاعتداء على مرقد أبي حنيفة وقصف معسكر ليبرتي، وقال السعدي في بيان له: إنّه وبعد أن كانت الأنظار تتجه إلى الحكومة لتحقق حقوقنا كما تدعي، إذا بها اليوم تبطش بطشًا عتيدًا وتكيل البؤس بمكيالين، بل تزيد في طغيانها بدلاً من أن تلبي حقوق الجماهير.

وأضاف البيان «تفاجأنا بموجة عارمة طغى مداها فأغرقت بغداد بالاغتيالات والاعتقالات والمضايقات وبمنع الدخول إليها وزاد الأمر سوءًا أن المنع على طائفة دون أخرى بمثابة الظُّلم وزاد ذلك مداهمة جامع الإمام أبي حنيفة، بالإضافة إلى تشكيل ما يسمى بحزب الله في العراق والتصريحات التي صدرت منه والتي أساءت إلى طائفة معينة.