ما أن يطل عبدالله بن عبدالعزيز على شعبه بين حين وآخر متحدثاً بما يقتضيه موقعه ومسؤوليته وبالتزامن مع ما يستجد في منطقتنا وفي العالم من أحداث وتطورات، فإذا بإطلالته وكلماته ووجهات نظره ورؤاه تصل إلى الأسماع والأنظار باحتفاء، وتقابل من شعبه وأمته بالتقدير الذي يستحقه هذا الملك الصالح.
***
وأمس، كعهدنا به دائماً، كنا على موعد معه وهو يضع أمام أسماعنا وأنظارنا بصوته وطلعته ما كان ذات يوم حلماً وأملاً، فإذا بهذه الأحلام تتحول مع عهد عبدالله بن عبدالعزيز إلى حقائق، والآمال إلى منجزات حضارية تحكي رؤية ملك يتمتع بالتجاوب السريع مع ما يريده شعبه بقرارات سديدة اعتدنا كمواطنين أن نستقبلها ونترجمها إلى علاقة حب ووفاء مع هذا الملك.
***
هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين عبدالله بن عبدالعزيز ومواطنيه، بينها الالتزام بالثوابت عقيدة وديناً وأخلاقاً وإخلاصاً للوطن، وفي مقابلها هناك الإصرار على عدم الاستسلام أو الرضوخ أو الاستجابة أو التوافق أمام من يريد أن يجعلنا في الصفوف الخلفية بين دول العالم، بينما تأتي همة هذا الملك وطموح هذا القائد، أن نبقى الآن ودائماً في الصفوف الأولى، نتطور كما يتطور الآخرون، ونثبت أنفسنا في الأماكن والمواقع والمسؤوليات التي نستحقها.
***
في كلمته أمس أمام أعضاء وعضوات مجلس الشورى، أكد ما عودنا عليه من اهتمام بالمرأة السعودية، من ثقة بها، ومن وقوف إلى جانبها، وهو بذلك إنما يضيف إنجازاً لم يسبق إليه في تمكين المرأة السعودية من المشاركة في خدمة وطنها ومواطنيها، بعد أن مكنها من قبل لأن تتبوأ مراكز قيادية عليا في الدولة.
***
كلمة الملك عبدالله فيها مضامين كثيرة عن مسؤولية أعضاء وعضوات مجلس الشورى، وقد ذكّر بها ونبّه الجميع إليها، فيما بقي -حفظه الله- على ثقة بأنهم لن يخذلوه أبداً في اختياره لهم للقيام بهذه المسؤولية، موضحاً ما يتوقعه وينتظره منهم، ومنبهاً إلى ذلك مع يقينه بأنهم سيكونون على قدر كبير في تحمل هذه المسؤولية، وناصحاً بكل الحب كأبٍ وكملك بما ينبغي أن يكونوا عليه في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلب من الجميع تضافر الجهد والإخلاص في العمل.
***
هل من كلام يفي بما نريده حين نتحدث عن إنجازات هذا العهد الزاهر وملكه المتميز، بأكثر مما تحكيه لنا مواقفه وقراراته وأوامره ونبض قلبه الكبير الذي أتعبه باهتمامه وحرصه وحبه لمواطنيه، لا أعتقد ذلك، لكن المشاعر يبوح بها الإنسان ويعبر بها عن إعجاب متناهٍ حين يكون أمام هذا الزخم الكثير والكبير من الإنجازات والمواقف والقرارات والأوامر التي يعطر بها عبدالله بن عبدالعزيز أفراد شعبه ضمن الملامح والمؤشرات الجميلة التي لن ينساها له التاريخ.
