ولدت «جامعة جازان» من رحم أحلام البسطاء هناك، كان المزارع البسيط في سهول تهامة ينثر بذور القمح في مزرعته الصغيرة وتصاحبها أحلام أب بجامعة تحتضن أولاده، ونفس الأحلام كانت تعزفها أمواج البحر وذلك الصياد الجازاني يرمي بسنارته إلى الأعماق ليصطاد أمل ولادة جامعة مع كل إشراقة شمس كل يوم جديد كان يحلم بجامعة تحتضن فلذات كبده!!!.
رائحة تراب الأرض هناك «ثقافة» وجينات «الشعراء» تتوالد في أجسادهم جيلاً بعد جيل, والكتاب له في كل منزل قيمة، فالعلم والتعليم ليس في جازان بشيء جديد فالمنطقة التي تقع جنوب غرب الجزيرة العربية ويفصلها البحر عن القرن الإفريقي في هذا الموقع الإستراتيجي كانت منذ عصور قديمة مهد حضارة وقبلة العلماء وأرض الأدباء والمثقفين فكان لا ينقصها إلا جامعة تجمع أفكارهم وتبرز كفاحهم.
وقبل أن تلد الجامعة كانت صحيفة «الجزيرة» هي المساحة التي تحتضن أصوات الناس وهي جسر عبور تمر به كل احتياجاتهم إلى مواطن القرار، كسبت ثقة الأهالي وازدادت قيمتها وهي تنقل معاناتهم واحتياجاتهم، وفي عام 2005م كانت «الجزيرة» الراعي الحصري للقاء الأكاديميين والمثقفين بجازان وكان محور اللقاء «حلم الجامعة»، ترجمنا في الجزيرة أحلام الأهالي ونشرنا طموحهم ونداء مثقفيها والأكاديميين وسط دعم أمير جازان الذي وثق في الجزيرة بأن تصل صوت المنطقة إلى أعلى سلطة وكتبنا بالخط العريض هنا بالجزيرة «حلم جازان جامعة»!!.
سنة كاملة ونحن في «الجزيرة» كنا ندرك بأن قيادتنا الرشيدة حريصة على جازان وأهلها وأن كل أحلامهم ستصبح واقعا ملموسا، «حلم الجامعة» ولد في عام 2006م بإرادة ملك صالح وعادل وطموح أمير وصبر الأهالي، تلك الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ترجمت حبه لجازان الإنسان والأرض وحقق كل الأحلام التي كتبناها في «الجزيرة»، وازدادت ثقة الأهالي في المنطقة بصحيفتنا وطالبوا بتكريمها على جهودها ودورها المؤثر في تحقيق كل الأحلام، ما هي إلا أيام ويعلن أمير جازان أن «الجزيرة» الصحيفة الأولى في المنطقة لتحصد جائزة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز للتفوق كأفضل مؤسسة إعلامية.
هذه «الجائزة» حملتنا في «الجزيرة» مسؤولية أخرى بأن نضاعف جهودنا بالمنطقة وأن ثقة مسؤولها الأول في دورها المؤثر في خارطة التنمية جعلتنا في «الجزيرة» نفكر بأن يتحول دعمنا من مجرد «ناقل» لما يحدث في مشهد التنمية إلى «شريك» إستراتيجي له الأثر والتأثير في مستقبل جازان التنموي، من هنا ولد طموح «الجزيرة» بأن تدعم حلم الأهالي بالمنطقة وأن تدعم جامعتهم بأول كرسي أبحاث في مجال الإعلام تحت عنوان (كرسي صحيفة الجزيرة للإعلام والتنمية).
لا غرابة أن يرعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان توقيع كرسي صحيفة الجزيرة بجامعة جازان، فالجزيرة وجازان والجامعة كانت ومازالت وستبقى خير شاهد على مساحات العطاء في قصة كفاح أمير التنمية.
«الجزيرة» عاشت مع الأهالي في جازان حلم الجامعة، و»الجزيرة» شهدت ولادة الحلم، واليوم «الجزيرة» تسخر كل إمكانياتها لدعم جامعة جازان عبر الأبحاث العلمية في هذا الكرسي، هكذا نحن في «الجزيرة» تمثل لنا «جازان» الشيء الكبير، وهذه الشراكة لن تجني ثمارها الجامعة فقط بل المنطقة بأكملها إنسانها وأرضها، وستبقى الجزيرة صوتكم في جازان وجسرا تعبر من خلاله كل الأحلام، فيتنفسها الأهالي بجازان في صفحات الجزيرة حلماً وواقعاً ينبض بكل تفاصيله...
i.bakri@live.comمبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri