وأنا أتجول بين الحضور في مسرح جامعة جازان كنت أسمع بعض الهمسات، لكن أكثر ما استوقفني “ضربة معلم”، حينها التفت لأجد من همس بها هو أحد الزملاء الإعلاميين في صحيفة زميلة، فأيقنت أنه مهما كانت المنافسة على أشدها في الوسط الإعلامي إلا أن الحدث أحياناً يجبر اللسان على الهمس بما لا ترغب.
لم تكن الشراكة بين صحيفة الجزيرة وجامعة جازان والمتمثلة في كرسي الإعلام والتنمية شراكة عادية، لأن مضمون الشراكة لا يقوم على الأهداف المادية بقدر ما يطمح له الجميع من مردود معرفي وأكاديمي بحت يعود نفعه على المنطقة خاصة والوطن بشكل عام.
تجربة الجزيرة الرائدة والفريدة من بين المؤسسات الصحفية في تبني كراسي البحث العلمي جعلها تسهم بشكل فاعل في تغيير الكثير من المفاهيم عن الشراكة بين أي منشأة خاصة تبحث عن الربحية وعلاقتها بالشريك وهذا ما لخصته أهداف الاتفاقيات المبرمة بين مؤسسة الجزيرة والجامعات السعودية، والمتتبع لوضع كراسي الجزيرة سيجد أنها لم تبحث يوما عن مردود مادي كثمن لهذه الشراكة وهذا بالتأكيد سيعزز المعنى الحقيقي للدور الاجتماعي الذي من المفترض أن تتحمله الكثير من الشركات والمؤسسات التجارية لخدمة مجتمعها.
في جازان ستسهم الجزيرة في تبني أمرين مهمين كثيراً يتمثلان في المسمى الذي حمله الكرسي “الإعلام والتنمية” فكل منهما له تفرعاته التي بالتأكيد إن استطاع أي باحث ملامسة واقعها سيجد أن الكل متعطش لاكتساب معرفة جديدة تواكب الاحتياجات وتسد الفجوة المتسعة بتجدد المعلومات والتقنيات الحديثة في العالم.
الكل في جازان الحالمة يرى أن الجامعة ساهمت بشكل كبير في دفع عجلة المعرفة والتنمية على حد سواء، وهذا دائماً ما يشير له الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز في الكثير من تصريحاته وتحقيقها للكثير من القفزات والإنجازات يجعلها دائماً في حراك مستمر لتحقيق الأفضل، وبهذه الشراكة سيكون للحراك معنى مختلف يواكب الطموح.
أما نحن في صحيفة الجزيرة وخاصة مكتب جازان على عاتقنا مسؤولية كبيرة لكي نكون عند طموح ابن المنطقة وطموح الجامعة على حد سواء لمد الجسور بين جميع الأطراف لجني الفائدة المرجوة من هذا الكرسي والذي نتمنى أن يكون ضربة معلم ليس لنا فحسب وإنما لكل أهالي جازان والوطن عامة.
a.hakamy@al-jazirah.com.sa