أثارت قضية الطفلة ريهام الكثير من النقاش، وتداول المجتمع أخبارها وصدرت تعليقات كثيرة تخصُّ هذا الموضوع مما يعني أنها استحوذت على اهتمام وعناية كبيرين نظراً للخطأ الفادح الذي وقع في حقها، وأيضاً لأن المصابة هي طفلة في مقتبل العمر تتطلع إلى الحياة مثل غيرها من الفتيات ولديها الآمال والطموحات والأحلام، ومن ثم فإن معرفتها بانتقال دم ملوّث بالإيدز إليها لا شك أنه أثَّر وسيؤثِّر كثيراً على مجريات حياتها القادمة.
ورغم الموقف الجيد من وزير الصحة الذي سارع باتخاذ قرارات قوية في حق مسؤولي المستشفى وإحالتهم إلى التحقيق في بادرة نأمل أن تكون دائمة حتى يشعر كل مسؤول بالشأن الصحي بأهمية وخطورة موقعه ومدى انعكاسه على حياة الناس.
وتظل هناك مجموعة من الأسئلة التي اعتبرها محيرة لي شخصياً وقد يكون هناك آخرون مثلي.. وهي:
كيف أُخذ الدم الملوّث من شخص؟ وكيف حُفظ؟ وإذا كان صاحب الدم مصاباً ومعروفاً لدى المستشفى أنه مصاب فكيف يُحتفظ بدمه، ثم ما هو السبب الذي يدفع المستشفى للاحتفاظ بدم ملوَّث إن كان يعرف مسبقاً أنه مصاب بالإيدز؟ ثم إنني أعرف أن أي متبرع بالدم يُفحص دمه بدقة حتى لا يكون محتوياً على أي مرض ينقل للآخرين.
إن موضوع ريهام يدخل ضمن سلسلة أخرى من الإهمال في التعامل من قِبل بعض المستشفيات الأهلية والحكومية والتعامل الصارم هو ما يجب أن يكون النمط الذي تسير عليه وزارة الصحة، فليس هناك ما هو أهم من صحة الإنسان.
في الختام: أدعو الله بالشفاء للطفلة ريهام وأن لا يكون ما أصابها مؤثِّراً على حياتها المستقبلية، ولعلي ألفت إلى أهمية التوجيه والعلاج النفسي لها لإخراجها من أزمتها، والله معها.