وطن كبير، وشعب عظيم، وقيادة منا ونحن منها، جسد واحد، يتداعى في الفرح كما يتداعى في الترح.
كتبنا بالأمس عن فرح، ونكتب اليوم عن ترح، هي الحياة لا ماء صاف دوماً، كما لا كدر دائم.
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرءِ بعد الموت يسكُنها
إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
نبني ونسعدُ بالبناء، وهو من عمارة الأرض التي أمرنا بها، جيل يأتي، وآخر يرحل، وهكذا هي الحياة دواليك. من مشكاة النبوة نقرأ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخذ الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي فقال (كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل).
وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك، رواه البخاري. نقرأ آي الذكر الحكيم عن الحياة والموت، وأن الحياة الحق هي الآخرة، ونردد وصايا سيد المرسلين، ولكن يبدو ان الأمر لا يتجاوز أثره اللحظة.
نتغنى حزناً بالعميق من قول الشعراء، ولكنه يبقى إلى الطرب أكثر منه إلى الحزن!
كعب بن زهير يعزينا في موتنا وقبله في مشيبنا بقوله : إنّ يُدْرِكْكَ موتٌ أو مَشِيبُ فقبلَك مات أقوامٌ وشابوا.
وما المال والأهلون إلا ودائع *** ولا بد ان ترد الودائع.
صدقت يا ابن ربيعة هي ودائع وسترد، ولكننا عن ذلك غافلون.
أقف في جنازة عبد الله والفقير إلى عفوه ورحمته من كان أميراً للرياض سطام بن عبد العزيز، الذي حزن الجميع لرحيله، فقد كان مقبلاً على خدمة المواطن بكل حيوية ونشاط، تبنى أفكاراً جديدة لتطوير المحافظات لتكون رافداً للعاصمة الرياض، كما أن الكثير من الأفكار والمشروعات التطويرية كانت تنتظر عودته، ولكنه القضاء، فالحمد لله على ما قضى.
رحل الأمير سطام بن عبد العزيز ابن مؤسس هذا الكيان العظيم، ورحل قبله علماء وأمراء ومشاهير الوطن وعامة صالحة، وكان التواصل بين القيادة والشعب على حد سواء، رحيل مواطن يحزن القائد ويعزي فيه، ورحيل أمير يحزن المواطن ويعزي فيه.
خلاصة القول إننا نتقرب إلى الله عندما نكتب أو عندما نذهب للتعزية أو هكذا يجب أن نكون، فنحن سواء كباراً او صغارا، نعزي قائدنا ويعزينا هو كذلك، نهنئه ويهنئنا، شركاء في السراء والضراء، رغم أنف كل حاقد وحاسد.
رحم الله سطام بن عبد العزيز الأمير المحبوب المتواضع. والله المستعان،,,
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118