بكل تأكيد لا علاقة للعنوان بالنساء اللاتي تجاوزهن قطار الزواج، ووجدن أنفسهن في فرنسا بين السياحة والدراسة والعلاج!.
القصة أن خلافاً وقع مؤخراً بين بعض الزملاء الكتاب والكاتبات حول حقيقة ما نُقل عن مجلة فرنسية تقول إن نساء الغرب مللن المساواة بين الرجل والمرأة، بل وإن أكثر من (مليوني فرنسية) يبحثن عن أزواج عرب؟! أخيراً رأس العرب وصيت عرسانهم سيرفرف عالياً!.
يبدو أن الفرحة لن تدوم طويلاً لأن إحدى الغيورات (نفع الله بقلمها) فندت الموضوع وتقفت اثر دراسة (المساواة وقصة المليوني فرنسية) تتفحص السند تارة، وتتمعن المتن تارة أخرى حتى جاءت بالخبر اليقين (بأن النقل) كان أكذوبة عربية على مجلة تعنى بالأزياء والموضة، ولأن أصدقاءنا الفرنسيين (لا يعرفون اللغة العربية) فقد تم تمليح (الدراسة) وإضافة بهارات عربية عليها لزوم (الأكشن) كما تقول!.
الزميلة المناضلة والمجاهدة بقلمها تؤكد بأنها شخصياً تعرف فرنسيات بالفعل تزوجن (برجال عرب) وهن اللاتي ينفقن على أزواجهن بالعمل خارج المنزل وركوب المترو بينما (الزوج العربي) يجلس في البيت ويغسل الصحون، لأنه بلا عمل، وقد يكون هذا هو السبب الحقيقي الذي جعل الفرنسيات يطمحن إلى الزواج من عربي!.
أنا شخصياً أصبحت في حيرة: هل الفرنسيات راغبات بنا كرجال عرب لأن (المساواة أكذوبة)؟! أم أن السبب هو إجادة العرب (الغسل الصحون)؟!.
في كلتا الحالتين المستفيدة هي المرأة العربية بالتأكيد، فإن كانت المساواة كذبة فهي في بحبوحة ورغد من (عدم المساواة) ما يعني أنها متقدمة أكثر من المرأة الفرنسية، وإن كان الأمر هو اكتشافات الفرنسيات لمميزات جديدة في الزوج العربي مثل (غسل الصحون) وتوابعها، فهنيئاً لنساء العرب برجال العرب!.
كل شيء جائز عدا قصة أن فرنسا (لا تعرف عربي) ما حبيتها! لأن الفرنسيين هم أكثر من كيف وطوع لغات العالم لصالحهم، ولعل آخرها استبدال كلمة (هاشتاق) بـ مو دي يز، وقبلها كلمة (إيميل) و(مدونه) وحتى في الكرة يعيب الفرنسي استخدام كلمة (كرنر) الإنجليزية لوصف الضربة الركنية!.
أعتقد أن ما حدث بين الزملاء مجرد (تسلل واضح) في قضية المساواة، ويبدو أن الأمر برمته هو (خطأ) في ترجمة (هاشتاق) يصف حال (عوانس فرنسا) لا دخل للعرب فيه!.
والسبب هو خصوصية اللغة، والمجتمع الفرنسي؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com