لم يكن أحد يتوقع اختيار الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة الرياض، إذ كانت دائرة الأسماء لم تذكره، ربما لأن الأمير ناجح جداً في عمله السابق قائداً للقوات البرية، العصب الرئيسي للقوات المسلحة السعودية، فأثناء قيادته لهذه القوات شاركت في العديد من التمارين والمناورات العسكرية الملفتة للنظر والتي جعلت من هذه القوات قوة استراتيجية مهمة، ثم إن الوقت الزمني بين وفاة سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وإعلان اختيار الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز وقت لا يسمح بتداول تكهنات من سيخلف الفقيد.
وعموماً، اختيار الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز قوبل بتقدير كبير كون الأمير خالد عرف عنه خلقه الكبير.. والكبير جداً إضافة إلى إخلاصه ودأبه وتفانيه في العمل، فهو بالإضافة إلى تشبعه بالروح العسكرية منذ أن تخرج من كلية سانت هيرست وظل مخلصاً لعمله العسكري الذي يغرس الانضباط، أيضاً هو ابن الأمير بندر بن عبدالعزيز الذي يعد منزله مدرسة مميزة امتداداً لمدرسة الوالد الأكبر عبدالعزيز بن عبدالرحمن، منزل يغرس القيم والتدين والأخلاق والالتزام والوطنية لكل أبنائه، والذي يعرف أبناء الأمير بندر بن عبدالعزيز عن قرب يعرف مدى تدينهم وأخلاقهم العالية وقربهم من المواطنين، ولذلك فإن أهل الرياض وأبناء منطقة الرياض عموماً متفائلون بقدرة الأمير خالد بن بندر ونائبه وأخيه الأمير تركي بن عبدالله، هو أيضاً ابن المدرسة العسكرية الملتزمة والذي تشرب التفاني والإخلاص في منزل عبدالله بن عبدالعزيز أن يستطيعا أن يعوضا الفقيد الأمير سطام بن عبدالعزيز وعضيده الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز وقبلهما سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والواقع أن كل من يأتي بعد سلمان وسطام ومحمد بن سعد لإدارة إمارة منطقة الرياض يدعو له المواطن أن يعينه الله؛ فهذه الإمارة حظيت بكوكبة من الأمراء الذين كانوا مدرسة في الإدارة والتعامل مع المواطنين، والذين أوصلوا الرياض ومنطقتها إلى مستوى متميز، وإن كانت المنطقة الرياض قد استكملت بنيتها الأساسية ووضعت أسس روافد الانطلاق التنموي المتقدم، وهو ما سيساعد الأميرين على إطلاق مواهبهما في الإدارة، فإننا نسعد خاصة ونحن أبناء الرياض بهذين الأميرين الشابين اللذين لابد وأن يسهما بفكرهما في تطوير وتقدم المملكة في كل مناطقها.
jaser@al-jazirah.com.sa