|
بداية أقول والألم يعتصرني والحزن يؤلمني إلى حد احتباس الكلمات في صدري أقول: (رحمك الله يا سيدي سطام بن عبد العزيز وأسكنك الفردوس الأعلى، فالفقد كبير لرجل كبير كرّس حياته لخدمة وطنه ومواطنيه لما يقارب نصف قرن.
لقد كنت يا سيدي عضدًا لسمو سيدي ولي العهد في إمارة منطقة الرياض أمّ الإمارات وكنت خير المعين ببشاشتك وحلمك وحزمك في الحقِّ لخدمة أهالي منطقة الرياض وسكانها التي تغطي أكثر من ثلث سكان المملكة، وكنت رجلاً شجاعًا وصبورًا تعالج الأمور بالحكمة والحزم عندما يَتطلَّب الأمر ذلك. وبعد أن تسنمت زمام إمارة منطقة الرياض كنت المسؤول المدرك لمرحلة العصر وبدأت في تطوير العمل الإداري بثاقب بصيرتك ودرايتك فأنت القائد المؤهل علميًّا وعمليًا كيف لا وقد توشحت بالأخلاق والتَّواضُع والصَّبر فكانت قراراتك فاعلة ومنتجة تحقَّق المصلحة العامَّة وتأخذ بيد التطوير سواء داخل ديوان الإمارة أو المحافظات ومراكزها أو حتَّى في مراكز الخدمات للمواطنين. لقد كنت أبًا وأخًا لِكُلِّ موظف في الإمارة ولكل مواطن في المنطقة، بل في المملكة عمومًا فكم من مريض عُدته ومكلوم واسيته ومتعثر ساندته ومراجع وصاحب حاجة ابتسمت له وقضيت حاجته إنَّها صفة المؤمن بِربِّه الذي يعي مسؤوليته وواجبه الديني والأخلاقي في خضم آخرين يفتنون بالحياة وبهرجتها وأنت لم تفتن، بل كنت الإنسان المؤمن الخلوق المتواضع منذ صباك حتَّى رحيلك عن هذه الدنيا. سيدي دائمًا أتذكر إطلالتك وجمال مُحَيَّاك وتواضعك عندما أحضر للسلام عليك وتهنئتك بالعيد أو بالعودة من إجازتك في مقام الإمارة فلم تكن المسؤول فحسب، بل كنت الأخ والأب لِكُلِّ منسوبيك.
سيمكث فينا الحزن حينًا على فراقك وسيبكيك الوطن كلّّه وليس الرياض وأهله، لكن هذا هو حال الدُّنْيَا، حياة ورحيل وعلى هذا كُلُّنا سائرون. رحمك الله أبا عبد العزيز وجعل الجنَّة مثواك وغفر لك وألهمنا من بعدك الصَّبر الجميل وإني أتقدم باسمي ونيابة عن أهالي الجريفة بأحرِّ التعازي لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني ولسمو سيدي نائب أمير منطقة الرياض ولسمو الأمير عبد العزيز وفيصل ابني سطام وأسرتهما الكريمة. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}.
محمد المسفر - رئيس مركز الجريفة بشقراء