فاصلة:
(عدم الجواب هو جواب أيضاً)
- حكمة ألمانية -
في قصص الأطفال في بريطانيا دوماً يضعون أطفالاً مختلفي ألوان البشرة فيهم الأبيض وفيهم الأسود، وفي عرائس الأطفال كذلك توجد ألوان مختلفة لبشرة العرائس، وفي المدارس حتى الكاثوليكية منها يوجد احترام لدين الإسلام وكافة الأديان، وبعض المدارس تخصص أنشطة للتعريف بالديانات المختلفة. هذا لا يعني أن البريطانيين غير متعصبين، ولكن هذا يعني أنهم مدركون لأهمية عدم إذكاء روح العنصرية في مجتمعهم.
بالنسبة لي كان أمراً جيداً أن تتعرف إحدى بناتي في المرحلة المتوسطة على الأديان الأخرى وعيد الميلاد ربما كان فرصة لتصحيح المعلومات أو حتى النقاش فيه حول سيدنا عيسى عليه السلام، دوماً أثق في المعرفة كثيراً لأنها تجعل العقل قادراً على العمل وتنقيح المعلومات.
هنا في بريطانيا رغم تحرُّج البعض من السنييّن التعامل مع الشيعة أو العكس، إلا أنهم يتعاملون بارتياح ويتزاورون ويختلط أولادهم بعضهم البعض.
وأذكر إحدى المبتعثات أشرت إلى زوجة أكاديمي سعودي وقالت هي طيبة ولكنها شيعية، فقلت لها: «ولماذا تتحدثين عن مذهبها وكأنه تهمة؟ المشكلة أننا يا صديقتي أسلمنا عقولنا منذ زمن طويل إلى المجهول، تعاملي معها على أساس أنها إنسان فقط».
عندما تتعامل مع البشر دون أي اعتبارات دينية أو عرقية أو عشائرية، فأنت تتعامل بمستو راقٍ تدعو إليه شريعتنا السمحاء. الشعور السلبي المتولّد داخل الفئات المختلفة من المذاهب والأطياف سببه عدم المعرفة وعدم نشر المعلومات الصحيحة عن كافة المذاهب والأطياف، في مناهج المدارس والمراجع العلمية ووسائل الإعلام وعدم إدراك مفهوم التعايش والسلام. وهذا للأسف يؤثر على التعاملات بين الناس والعلاقات، وبالتالي يؤثر على الوعي في المجتمع كاملاً.
حينما تسافر لتدرس في الخارج، تأكد أنك حملت عقلك معك دون أي قناعات لم تفكر يوماً في جدواها.
nahedsb@hotmail.com