|
أعادت المجلة العربية إصدار كتاب (عبقرية محمد) تأليف عباس محمود العقاد الذي طبع لأول مرة عام 1941م.. وجاء الكتاب في 212 صفحة والكتاب حمل الرقم 195 من الكتب التي أصدرتها المجلة العربية وجاء في المقدمة بقلم العقاد:
سيرى القارئ أن عبقرية محمد عنوان يؤدي معناه في حدوده المقصودة ولا يتعداها فليس الكتاب سيرة نبوية جديدة تضاف إلى السير العربية والإفرنجية التي حفلت بها المكتبة المحمدية حتى الآن..
لأننا لم نقصد وقائع السيرة لذاتها في هذه الصفحات على اعتقادنا أن المجال متسع لعشرات من الأسفار في هذا الموضوع ثم لا يقال إنه استنفد كل الاستنفاد وليس الكتاب شرحاً للإسلام أو لبعض أحكامه أو دفاعاً عنه أو مجادلة لخصومه فهذه أغراض مستوفاة في مواطن شتى يكتب فيها من هم ذووها ولهم دراية بها وقدرة عليها.
إنما الكتاب تقدير لعبقرية محمد بالمقدار الذي يدين به كل إنسان ولا يدين به المسلم وكفى وبالحق الذي يثبت له الحب في قلب كل إنسان وليس في قلب كل مسلم.
فمحمد هنا عظيم. لأنه قدوة المقتدين في المناقب التي يتمناها المخلصون لجميع الناس..
عظيم لأنه على خلق عظيم..
وإيتاء العظمة حقها لازم في كل آونة وبين كل قبيل ولكنه في هذا الزمن وفي عالمنا هذا ألزم منه في أزمنة أخرى لسببين متقاربين لا لسبب واحد..
أحدهما أن العالم اليوم أحوج مما كان إلى المصلحين النافعين لشعوبهم وللشعوب كافة..
ولن يتاح لمصلح أن يهدي قومه وهو مغموط الحق معرض للجفوة والكنود.