إذا قلنا إن البعض يستغلون الدين لمصالحهم الشخصية الدنيوية، فإننا لن نأتي بجديد، خصوصاً في الأوضاع العربية السائدة التي شهدنا من خلالها، كيف يُمكن أن يكون الدين ستاراً لأغراض لا علاقة لها بكتاب الله وسنة نبيه، وربما جاءت الدعوة التي وجهها عددٌ من الأطباء النفسيين في المملكة لدراسة أوضاع الرقاة، في إطار إيجاد مخرج للمجتمع من مأزقه في التعامل مع بعض أولئك الذين لا يخافون الله، فيستغلون قرآنه لنهب الناس مالياً.
سيكون من المنطقي جداً، أن تتعاون وزارة الصحة مع وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية، لوضع آليات صارمة في التصريح للرقاة بالعمل، ووضع غرامات أكثر صرامة لكل من يخالف الأنظمة الموضوعة لهذا الغرض، ومن غير هذا التعاون، سوف لن يكون بالإمكان تنظيم سوق الرقاة، وهو سوق متفاوت، فيه الخمس نجوم وفيه «أبو ريالين»! لذلك يجب أن يصير العمل بحجم فداحة المهمة، أي أن العمل يحتاج إلى صبر وحزم ونفس طويل، فالرقاة المزيفون يستخدمون أساليب ملتوية لإثبات أنهم صادقون، وقد تنطلي هذه الحيل على الجهات الرسمية، ومن هنا فالاستعانة بالعلماء المتخصصين من وزارة الشؤون الإسلامية، ستُسهم في فرز الصالحين من الطالحين، ومن الأفضل أن تكون هناك مظلة للصالحين منهم، لكي يعملوا تحتها، مظلة مُصرَّحة من وزارة الصحة أو وزارة الشؤون الاجتماعية، كالعيادات النفسية أو المراكز الاجتماعية.