وعوداً على بدء، فإنني ما إن قرأت تهنئة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد، أمير عسير لصاحب السمو الملكي (عمه) مقرن بن عبد العزيز، حتى قفز إلى ذهني (الشفافية) - ما غيرها - والتي يتمتع بها الأميران الكريمان.
فيصل بن خالد، قال في اللقاء المفتوح لمسؤولي الإدارات الحكومية بإمارة عسير مع (نزاهة): إن التشهير بالمفسدين مطلبٌ مهم وسنتعاون مع الهيئة - أي هيئة مكافحة الفساد - في كشف ذلك الفساد، ثم أردف سموه: (إن علينا أن نُفعِّل ثقافة عدم التسامح مع المفسدين).. في (ربكم) أيها الإخوة القراء سمعتم بمسئول يدين ما تحت مسئوليته بهذه الشفافية المطلقة.
وكنه إذ نقول ذلك، فإن أصغر موظف حكومي إذا أراد الحديث عن دائرته فإنه يشبعها مديحاً وأن كل الأمور فيها (تمام التمام) و(عادل العادل).. أقول وكما هي الشفافية ووضوح فيصل بن خالد، فإن مقرن بن عبد العزيز يشتهر بالشفافية والصدق والوضوح، لدرجة أنه واجه الاستخبارات بالإعلام، وهذا أمرٌ لم يفكر فيه أي مسئول أمني في الدول العربية ولا الأجنبية (كديمقراطية)، حيث أقام الأميران أسبوعاً مفتوحاً للنقاش والبحث بين وسائل الإعلام والاستخبارات، مع أننا لو نذكر هذه المفردة (الاستخبارات) أمام أي مواطن تعس في عالمنا الثالث لأصيب بالرعب والهلع ولربما (الجلطة).. اللهم يا كافي بمناسبة ذكر هذه المفردة دعونا نتساءل معاً: ماذا فعلت الاستخبارات العربية في بعض بلداننا التي ابتليت بحكام دكتاتورين طغاة.. لأولئك الحكام حينما (حل لزومهم) بالدفاع عن كراسي حكمهم على الأقل بعد أن راحت كل مقدرات تلك الأوطان للصرف على تلك العصابات التي تدّعي الاستخبارات بينما تُرك أولئك.
الطغاة، شعوبهم (تسف التراب) أي بمعنى آخر: ماذا فعلت استخبارات صدام حسين للدفاع عنه شخصياً.. وماذا فعلت مخابرات القذافي لحماية قصره شخصياً.. وماذا فعلت مخابرات (بن علي) وهو من مؤسسيها.. وماذا فعلت الاستخبارات المصرية المشهورة والتفومة لحماية عرش (مبارك)؟!.. أقول إن تلك (الأجهزة) (الجبارة) تلاشت كالدخان، حينما احتاج إليها الحاكم في يومه الأسود.
