|
القاهرة - حوار - سجى عارف:
على هامش مشاركة المملكة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 44، التقت (الجزيرة) بالدكتور عبدالله الزهراني الملحق الثقافي السعودي بمملكة البحرين للوقوف على زيارته للمعرض وللجناح السعودي، فكان هذا الحوار:
* د. عبد الله حدثنا عن انطباعاتك حول زيارتك للجناح السعودي؟
- إن انطباعي جميل فقد أتيت خصيصاً لزيارة معرض القاهرة الدولي، وبادرت مباشرة لزيارة جناح المملكة، وبلا شك أن وزارة التعليم العالي كعادتها تعمل وبشكل كبير لإقامة هذا الجناح، وقد استطاعت الملحقية الثقافية بجمهورية مصر العربية بقيادة الدكتور خالد بن محمد الوهيبي الملحق الثقافي والمشرف على مشاركة المملكة بالمعرض أن يخرج الجناح السعودي بهذا الشكل المتميز وبهذا النظام والترتيب وأتمنى التوفيق لجميع من القائمين على الجناح.
* ونحن بالجناح السعودي، كيف وجدت الإقبال على ثقافة الكتاب المعروضة اليوم؟
- بلا شك هناك في الآونة الأخيرة بدأت الأحاديث والنقاشات والجدل حول دور وأهمية الكتاب، هل هو ما زال بتلك الأهمية أم ما زال بذلك الزحم وما زال الناس يعشقون ويترقبون معارض الكتب للتجول واقتناء المفيد منها أم أنهم يذهبون إلى مواقع الشبكة العنكبوتية والإنترنت وللاطلاع والتزود بالمعرفة، وأنا في اعتقادي أنه ما زال موضوع الكتب بذلك الأهمية وما زال مهماً وما زال هناك الكثير من الناس المثقفين الذين يرغبون في اقتناء الكتب.
* نعم لكن صف لي اهتمام المملكة بنشر ثقافة القراءة في مجتمعنا؟
- لا شك أن الاهتمام الكبير الذي تمليه المملكة العربية السعودية بالجوانب الثقافية سواء في وزارة التعليم العالي وما تقوم به من معارض في خارج المملكة يصب في هذا الاتجاه وفي هذا المجال، وهو الاهتمام بالكتب، بالإضافة إلى ما تقوم به وزارة الثقافة والإعلام من المعارض الداخلية، وأعتقد أنه قريباً سيقام معرض الرياض، وهذا دليل على الاهتمام الكبير الذي ما زال موجوداً ولا شك أن هناك الأهمية الكبيرة التي تقوم بها الوزارات من خلال الشبكة العنكبوتية والتي سهلت على الكثير من الناس الحصول على الكثير من المعلومات والمعرفة، إضافة إلى تمكنهم من الطباعة والحصول على المعلومة بسهولة ويسر والحصول على النشرات والكتب التي يعمل أصحابها على نشر تلك الثقافات وكذلك اقتنائها من خلال الإنترنت. وهناك مجال لاقتناء الكتب من المعارض أو الإنترنت ومواقعها الإلكترونية التي تقوم على بيع الكتب العلمية والثقافية والأدبية والفكرية والفلسفية والتي يستطيع الناس الحصول عليها دون الذهاب إلى المعارض. وهذا جانب مهم أيضاً للتسهيل على القراء في الحصول على الكتب دون السفر والترحال.
* أنت هنا تتحدث عن الكتاب الإلكتروني وتفجره في وجه المقروء، فهل تعتقد أن أحدهما سيدثر في سبيل الآخر؟
- أعتقد أنه في يوم من الأيام قد يطغى الكتاب الإلكتروني وينهي المطبوع نهائياً، فنحن في زمن متسارع التفكير في طرق التعامل مع الثقافة وطرق التعامل مع الأقنية وأوعية النشر في الصحف المختلفة، وقد بدأت العديد من الصحف بالانتقال إلى النشر المطبوع الإلكتروني، وأيضاً هناك العديد من المواقع المتجهة لنشر الكتب كاملة والاطلاع عليها من خلال الموقع.
* نعم هناك تسارع في التقنيات بشكل كبير، لكن هل عالم الإلكترونيات طغى على التقليدي؟
- تسارع التقنيات وتطورها والتسهيل للوصول إلى المعلومة والفكرة والثقافة وكيفية التعامل مع التقنية بسهولة لن يقضي على المطبوع من الكتب، لكن قلل أهميته لدى فئة الشباب، لذلك لابد من التجاوب مع هذا التعامل وهذه التقنية وهذا الواقع ومحاولة التهيئة ليكون هذا الأمر، وأنا لا أتوقع أن يطول ذلك لذا على دور النشر أن تكون جاهزة لهذه الحالة وتقوم بنشر كتبها إلكترونياً، وهذا أمر طبيعي مع ما نشهده من تغيرات، وسيكون هذا واقع الثقافة، وهذا واقع المعارض وربما نشهد في يوم من الأيام تحول هذا المعرض والمعارض التي تقام على مواقع جغرافية ليكون هذا المعرض بتفصيلاته وتقنياته على الشبكة العنكبوتية ويستطيع الناس أن يتجولوا فيه وأن نقتني الكتب بسهولة ويسر دون الحاجة لزيارته جغرافياً.
* لم نجد تفاعل للمرأة السعودية هذا العام في الجناح السعودي، فهل ثقافة المرأة السعودية ما زالت راكدة؟
- تتفاعل المرأة بشكل قوي من خلال ثقافتها، فهن شقائق الرجال، كما تحظين بالدعم نفسه والمعاملة في الجوانب الثقافية والتعليمية والجوانب الوظيفية، وهن متساويات مع الرجال في كل الجوانب بل نجد أنه من خلال تصريحات معالي وزير التعليم العالي أن نسبة الطالبات تفوق وتتعدى نسبة الطلاب، وكذلك الأمر في مراحل التعليم العام أيضاً فيما يتعلق بالوظائف وسلك التعليم العام كمعلمات والجامعيات وكممرضات، والمرأة السعودية هي في غاية الذكاء وغاية التوقد وغاية الاهتمام بالقراءة وبالثقافة، كما أنها في غاية الطموح كما تطمح بأن يكون لها تلك المكانة المرموقة في الجوانب المختلفة والجوانب الوظيفية والثقافية والفكرية، ولذلك عندما تجد هذا كله في نساء السعودية تعلمت أنه لا يستهان بخبراتهن وتفانيهن.
* كيف تجد وصول المرأة لمجلس الشورى اليوم؟
- إن وصول 30 امرأة من المثقفات والأكاديميات لديهن القدرة والمسئولية إلى مجلس الشورى هذا أحد الجوانب الذي يدل على أهمية دور المرأة في المجتمع، وكونها عضواً في مجلس الشورى لهو نقلة نوعية متميزة وسيكون لها انعكاس ومردود قوي بل وصدى إيجابي، وأعتقد أنه تغير في جوانب عديدة وللمرأة بشكل خاص، واعتبر أنها نقلة نوعية لأن المرأة السعودية لها مكانتها وإمكانيتها لتكون عالمية وبشكل متميز، بل إن لدينا من النساء المتميزات في مجال الطب والكتابة عربياً وعالمياً ومحلياً، وهناك العديد من الأمثلة عن تميز المرأة وتفوقها.
* ماذا عن ثقافة الطفل السعودي وطرق دعمه أكاديمياً وتعليمياً؟
- هذا جانب مهم ومتشعب، ولا شك أن الطفل يجب أن يدخل إلى منظومة مختلفة ليصل إلى هذه المكانة ويصبح ذات يوم عالماً ومفكراً وباحثاً وأن يكون له المكانة المحلية والإقليمية والدولية، ولا شك أن البدايات من المنزل والاهتمام بهذا الطفل وتعليمه بشكل سليم وتربيته بشكل صحيح والتعامل معه بشكل سليم، وهذه هي الأمور الأساسية إلى جانب إعطائه من الوقت الكافي للبقاء معه، ومن الجانب العاطفي الشيء الكثير لكي يصبح هذا الطفل سوياً في الجانب العاطفي والتعاملي وطريقة الحوار وفهمه وتعليمه، وطبعاً المدرسة لا شك أن لها ذلك الدور الكبير في تثقيف الطفل وتشكيل هذه العجينة وإعطائه الطريقة السليمة في كيفية الحوار والنقاش وكيفية التربية لأن ما يتلقاه في البيت والمدرسة سينقل معه ويؤثر على المجتمع عندما يواجهه، وأيضاً فيما يتعلق بالجانب الترفيهي أصبح الطفل يستجيب وبشكل سريع إلى التقنيات الحديثة، ويجب ألا نهمل هذا الجانب وتعليمه كيف يتعامل مع الألعاب والبرامج المختلفة الإلكترونية وكيف يتعامل معها لينشئ الطفل، بل وهذا الجيل قوي ومثقف وواعٍ ويكبر ولديه القدرة على التعامل مع العائلة والبيت والمدرسة والمجتمع فيما بعد، وبهذا يصبح لدينا الكاتب والمفكر والباحث من جيل الأطفال الذي أحسنا تربيته وتعليمه وتثقيفه.
* واخيراً، ما هي الكلمة التي تحب أن تختم بها؟
- إننا -ولله الحمد- نعيش في مجتمع آمن ومثقف يحرص فيه ولاة الأمر أن يكون هذا المجتمع في أفضل حالاته، وأن ينتشر فيه التعليم بشكل كبير سواء في التعليم العام أو الجامعي، وهناك حرص من قبل العلماء والأدباء والمثقفين ما يمكنهم أن يقوموا بتعليم الأجيال بصورة صحيحة، وكذلك برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي الذي به أكثر من 140 ألف مبتعث سيعودي، محملين بثقافات مختلفة وعلم كبير سيسهم في دعم المجتمع نحو التقدم.