|
تبوك - عبدالرحمن العطوي:
بدأ الشاعر والروائي الدكتور نايف الجهني مشرف ومعد موسوعة تبوك بمشروع تطوير الموسوعة الوثائقية المصورة التي تستعرض ملامح الإِنْجاز التنموي الذي تعيشه منطقة تبوك بالإضافة إلى المجلدات التي تتحدَّث عن تاريخها وجمالها الطّبيعي وأرشيفها الاجتماعي والثقافي، حيث يتَضمَّن التطوير أيْضًا ترجمتها إلى لغتين هما: الإنجليزية والفرنسية، وجاء في حديثه حول الموسوعة وتبوك في جلسة ثقافيَّة بصالونه الثقافي أن تبوك منطقة متميزة بنواحٍ عديدة ومنها ما تمتلكه من سحر للطبيعة، ومشاهدها التنموية التي ارتسمت في شتَّى الجوانب.
واستهل الجهني حديثه بالإشارة إلى دور المُثقَّف والمبدع في نقل هذا التَّميز بالطريقة التي يراها، سواء عبر الإصدارات الخاصَّة أو الإعلاميَّة وأثنى على جهود جامعة تبوك ونشاطها البحثي في هذا الجانب وأبدي إعجابه بمبادرات الشباب لمنطقتهم أثناء الفترة التي داهمتها الأمطار وكيف انتشرت ثقافة التطوع والعمل من أجل تبوك، وهي التي أعطتهم الكثير وتستحق بمضمونها الثقافي والحضاري أن يمنحها أبناؤها هذا الجهد، داعيًا إلى المزيد من الأعمال التطوعية والمبادرات التي تنقل الصورة الحقيقة لطبيعة أبناء تبوك، وحسهم التضامني وحبهم لتبوك.
وقال: تبوك تزهو بروعة شبابها وشاباتها المبدعين من مصورين وشعراء وأكَّد على الدور الذي لعبه النَّشاط الفوتوغرافي للمصورين في نقل الصورة الجماليَّة والحقيقة عن تبوك ودعا الجهني إلى التركيز على ما تعبر عنه الأرقام في كافة مناحي التنمية من توسع كمي وكيفي في كافة مرافقها، وأنها تتميز بأهمية وطنيَّة وعالميَّة نظرًا لموقعها الخاص الذي اجتمعت له مقوِّمات التفرّد والعطاء، وهنا يجب أن تنطق الأفواه بكلمات الصِّدق ولا يجوز بحال من الأحوال أن يكون الغيث مدعاة لهذا وذاك حتَّى يناولوا من جهود التنمية المستدامة والواضحة على الأرض في مدينة تبوك، فلنتفق سويًّا أن الجهود تحتاج إلى تكامل وأن العمل جارٍ على تطوير وتحديث البنية التحتية بمدينتنا، دعونا نرى حجم الإِنْجاز ونسجل كافة ما حظيت به منطقتنا من إيجابيات وتغيِّرات ما كانت لتتم لولا جهود القائمين عليها ورعايتهم للتنمية بها، لنسجل وبلسان صدق ما يدور هنا بمدينة تبوك من جهود مستغربًا أن تَتحوَّل الأيام التي شهدت بها تبوك الغيث إلى فرصة لطمس معالم الصورة التبوكية وإلغاء جهود أبنائها خلال السنوات الماضية في يومين أو ثلاث.
وقال: صحيح أن هناك أخطاء فنيَّة بسيطة تكشفت، وأن صورًا من التقصير لدى القلّة من المقاولين أظهرها المطر، لكن هذا أمام تميز تبوك ونهضتها لا يشكِّل شيئا، وأن الحديث عن التقصير ووجود خلل ما في بعض المشروعات لا يعطي لأحد المبرر بأن يسمي مأحدث كارثة وكأن تبوك أصبحت من الماضي وهذه لغة التضخيم التي أصبحت سلاحًا فتاكًا ضد أيّ تنمية، فالذي تحقَّق في تبوك خلال السنوات الماضية لا تتسع له أحاديث سريعة أو كتيبات صغيرة وهذا ما دعاني برفقة الزُّملاء لعمل الموسوعة.
وأضاف: ولعلنا ندعو كل من تحدث عن تبوك في هذه الفترة من بعد أن يزوها ويمنحنا الفرصة لنريه تبوك على حقيقتها ونكشف له الوجه المشرق لها الذي حجبته عنه الغيرة التي نقدرها على الوطن ولكنَّها اندفعت كما اندفعت السيول باتجاه تبوك، وأضاف وأنا هنا أناشد الزُّملاء الإعلاميين والكتّاب والمبدعين أن يتواصلوا مع تبوك بوعيهم الذي عرفناه وأن يزيدوا من بهائها في كلماتهم التي هي نوافذ النَّاس على الحقِّ.
وقال: نحن في النادي الأدبي سوف نتبنى ذلك وسنترك لأيِّ كاتب أو علامي الحرِّية في نقل صورة تبوك كما وبدون تزييف أو تفخيم، ولكن بعد أن يجد نفسه في المكان فعلاً، كما دعا المصورين أن يحملوا هذه الرسالة دومًا لجعل تبوك بما ترفل فيه من نماء أمام أعين الجميع.وفي الختام عبَّر الجهني عن غياب المبرر المقنع لِمَنْ يغالون في تصوير الأمور أو يراهنون على زعزعة نفوس مواطني هذه المنطقة فالجميع يعلمون أن مملكتنا تعمل ليل نهار مستهدفة رفاهة المواطن وتلبية احتياجاته، وتساءل الجهني: لماذا لم يرَ المشككون في تنمية تبوك ما يتم بها من مشروعات عملاقة، ولماذا يتجاهلون التنمية البشرية التي تشهد قبل أيّ شيء آخر نمو يستهدف الفرد ويقوم عليه.