قد يحرك الشعر ما ركد من شجن خامد طوته يد النسيان وظن صاحبه أنه فقد قدرته على النهوض من جديد وإذا بقصيدة أو ربما بيت عارض زلزل الأرض وأيقظ النائم من الأحاسيس والمشاعر التي نحاول أن تبقى خامدة، وربما أنبت شجنا جديدا وحرض على التداعي خلفه إلى المدى الذي لا نتوقع الوصول إليه.
وقد يكون دواء لعلة لا تسبر أغوارها يد طبيب ماهر، يضرب المثل بقدرته على الاستقصاء والوصول إلى العلة ووصف العلاج الناجع لها، وكم من قصيدة كانت سببا في مواساة مكلوم أو مؤازرة مهموم، والشواهد في غرض (الرثاء) لا تكاد تعد أو تحصى.
كما لا يخفى على كل محب للشعر ما يمكن أن تحدثه قصيدة في نفوس القادة والجنود قبل وأثناء وبعد المعارك، وربما تحول الوطن بمجمله إلى بطل لديه الاستعداد للزج بنفسه في أتون المعركة بنشوة عارمة واندفاع جارف بسبب قدرة شاعر متمكن من تجييش للمشاعر وشحذ للهمم والحث على الإقدام والشجاعة والفداء بالنفس والنفيس وأن بيتا عابرا كتب بغير مسؤولية ربما أشعل فتنة نائمة أو استحدث أخرى فهل يدرك الشعراء ذلك قبل الدفع بما كتبوه إلى منابر الشعر وقنوات وصوله إلى الناس.
fm3456@hotmail.comتويتر alimufadhi