سمعت، أو هكذا تخيلت أن أحد كبار المسؤولين عن شأننا الكروي.. قد وصف الفوز على المنتخب الصيني يوم الأربعاء بالإنجاز؟!!.
شخصياً لا أراه إنجازاً بمعنى الإنجاز..وإنما أراه خطوة أولى في مشوار عودة الكرة الخضراء إلى حيث يجب أن تكون، لا غطرسة مني ولا مكابرة، وإنما وفق ما تحظى به من اهتمام ورعاية كريمة من قِبل حكومتنا وقياداتنا على مختلف المواقع والمستويات.. فضلاً عما تتمتع به بلادنا من ثقل ومن مكانة مرموقة على كل المستويات.
نعم.. يجب أن نعتبرها خطوة أولى في طريق طويل وشاق يستدعي المضي فيه قدراً أعلى من العمل والشعور بالمسؤولية من لدن الجميع.. أما إذا اعتبرنا هذا الفوز بمثابة نهاية متاعبنا، وأن القادم سيكون أسهل وأقل كلفة وصولاً إلى الهدف المنشود.. فالله وحده أعلم أين سترسو بنا السفينة.
** الفوز على التنين الصيني اكتسب أهميته -لا شك- من كونه أتى في ظروف صعبة فرضتها سلسلة من الإخفاقات المتتالية على مدى عدة سنوات.. لذلك جاء هذا الفوز أشبه بالمعجزة.. وإلاّ متى كان يحظى الفوز عليه بهذا الحجم والمستوى من الانبهار لولا أنه مطلب ملح؟!.
هذا الفوز (الضروري)، ساهمت في تحقيقه جملة من العوامل والمعطيات التي من أهمها وأبرزها (الترشيد) الذي سبق اللقاء في مسألة الهيلمانات الإعلامية التي كثيراً ما كانت أحد عوامل الإخفاق.. ولاسيما عندما تكون متاحة لكل من هب ودب.. بين من ينصب نفسه (أبوالعرّيف) وهو في حقيقة الأمر (ما يفهم كوعه من بوعه) في أسراركرة القدم، وبين من يجدها فرصة لتصفية بعض الحسابات وإفراغ سمومه وأحقاده؟!.
كم نادينا وطالبنا بضرورة النأي بالمنتخب في كثير من المناسبات عن تلك الممارسات ولكن لا حياة لمن تنادي.. فهل نتخذ من التجربة الأخيرة قاعدة غايتها توفير الأجواء الصحية والهادئة للمنتخب بعيداً عن الشوشرة والبكائيات ولاسيما بعد أن أثبتت التجربة نجاعتها.. حبذا؟!.
الشيء بالشيء يذكر
- في أعقاب تخطي المنتخب الصيني حرصت على متابعة الكثير من الأطروحات الإعلامية بغية الوقوف على صدى ذلك الحدث، وإلى أي مدى بلغ مستوى نضجنا واستيعابنا للدروس واستخلاص العِبر، والتي من أبرزها وأهمها معضلة قياس مستوى الرضى عن المنتخب بمدى ما يتحقق للنادي المفضل كذريعة للتباهي أو السخط، سواء من خلال عدد العناصر المختارة، أومن خلال حجم ومستوى التأثير الإيجابي لنجم أو نجوم النادي؟!.
- للأمانة.. وجدت الجميع على قدر ومستوى المسؤولية في هذا الجانب، وأن الكل يتحدث بلغة واحدة خالية من نبرة النادي المفضل إلاّ واحد؟!.
- هذا الواحد وكعادته، لم يستطع التخلص من عيب (دس السموم) في تناولاته المريضة تجاه المنتخب؟!!.
- فقد كتب عن (طقم ياسر وطقم كريري) مستخدماً لغته (النادوية) المعتادة بقصد النيل من ياسر فقط، وإلاّ فإن باقي العناصر هي هي لم تتغير؟!!.
- ولكي أثبت للقارئ الكريم (خُبث نواياه)، وأن الغرض هو الإساءة لياسر فقط.. فقد انتقد مدرب المنتخب السابق رايكارد على اعتبار أنه مفلس، ما يعني بداهة أن العيب فيه وليس في ياسر وطاقمه.. فلو أن الفوز الذي تحقق للمنتخب يوم الأربعاء على المنتخب الصيني على يد طقم كريري بوجود رايكارد، لقلنا صدقت يا هذا.. أما والجهازان الفني والإداري جديدان بالكامل، ما يعني تغييراً جذرياً في كل شيء كان من ثماره نجاح كريري وطاقمه وليس عدم وجود ياسر كما يريد أن يقنع أشباهه من المتأزمين.. فهنا نقول له ولهم: كفّوا عبثكم، ودعوا المنتخب وشأنه فهو في غنى عنكم وعن خدماتكم المشبوهة.. وأي نجم من نجوم الوطن لا بد أنه يستشعر شرف تمثيله دون وصاية منكم سواء كان ياسر أو كريري أو سواهما.
fm3456@hotmail.com