سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - حفظه الله-..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
لقد اطلعت على ما كتبه الأخ عبدالله بن علي الجبرين في العدد رقم 14715 وتاريخ الجمعة 29-صفر-1434هـ بعنوان قراءة في كتاب القويعية قاعدة العرض الجزء الثاني. (وأتوقع أنه يقصد الفصل الثاني لا الجزء الثاني) تأليف عبدالله بن محمد اليابس.. ومع أن الكتاب عليه تحفظات كثيرة لما ورد فيه إلا أن ما كتبه الأخ الجبرين يوجب منا الرد عليه إيضاحاً للحقائق:
أولاً: من سكن القويعية هو جماز العريفي الخالدي وأخوه لأمه محمد بن علي الضعيف من بني زيد، وكان ذلك كما ذكر الأخ الجبرين قبل عام 1100هـ ووثق شراء القويعية بوثيقة فقد أصلها أو أتلف وبقيت نسخة مكتوبة بخط كاتب غير معروف، حيث أسقط منها ذكر جماز بن حمد الجفيف الخالدي، وسبق أن نظر الموضوع هذه الوثيقة في المحكمة الشرعية الكبرى بالرياض والمحكمة الشرعية بالقويعية عام 1382هـ. وصدر الحكم الشرعي بأن الوثيقة التي يحملها ابن جبرين المتضمنة بيع السهول لأرض القويعية تعتبر مقطوعة الثبوت لأمور منها أن الكاتب لا يعرف ومنها أن فيها إسقاطاً وتصرفاً وهذا يمنع صحة الاحتجاج بها ويتعين إتلافها والتهميش على سجلها بالمحكمة. حيث سبق أن صدر خطاب نائب رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت (جلالة الملك فيصل -رحمه الله-) رقم 21133 في6-11-1382 الموجه لسماحة رئيس القضاة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-.. وقد أفاد سماحته سمو نائب رئيس مجلس الوزراء بخطابه رقم 1648-1 في 23-11-1382هـ. المتضمن أنه حسب الأحكام الشرعية فإن موضوع ادعاء تملك أرض القويعية لقبيلة دون غيرها ادعاء غير صحيح، كما صدرت خطابات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان ابن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع عندما كان أميراً لمنطقة الرياض رقم 8507 في 9-5-1424هـ ورقم 3-2-21191 وتاريخ 6-3-1425هـ. بعدم السماح بتداول هذه الوثيقة.
ونظراً لأن منع تداول هذه الوثيقة تم التأكيد عليه بسبب المعلومات التي تحتويها فإننا نأمل نشر هذا التوضيح حتى لا يتكرر نشر تلك المعلومة المحرفة وإيضاح الحقيقة.
ثانياً: ذكر الأخ الجبرين ما نصه وحسب المصادر التاريخية ذكر أن لأهلها قصب السبق في مؤازرة الدعوة السلفية على يدي الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله تعالى- حيث ذكر ابن بشر في تاريخه أنه في سنة 1169هـ وفد أهل القويعية على الشيخ محمد وبايعوه، ومن يومها لم يشقوا عصا الطاعة وظلوا على هذا العهد وفاء وولاء للدولة السعودية بكل أدوارها.. وبرز منهم رجال شجعان ساهموا في كثير من الغزوات مما جعلهم محط اهتمام أئمة آل سعود تقديراً لمواقفهم المشرفة.
والحقيقة التي لم يذكرها الأخ عبدالله بن جبرين فإن هذه المصادر التاريخية نصت على أن وفد القويعية كان برئاسة ناصر بن جماز العريفي.. وسأورد ما كتبه كل من مؤرخي الدولة السعودية حسين بن غنام وعثمان بن بشر ليتضح للقارئ ما ذكرته أعلاه:
ففي كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر وفي الصفحة 73 من النسخة التي طبعت بدارة الملك عبدالعزيز الطبعة الرابعة عام 1402هـ جاء ما نصه:
(حوادث سنة 1169هـ).
(ثم دخلت السنة التاسعة والستون ومائة وألف، وفيها وفد أهل القويعية على الشيخ محمد وهم ناصر بن جماز العريفي «بفتح العين وكسر الراء المهملتين» وسعود بن حمد وناصر، وبايعوا على دين الله والسمع والطاعة). وقد علق عليه المحقق والمعلق بقوله: (العرافا سكنه بلدة القويعية من جبور بني خالد). هذا نص ما ذكره ابن بشر ويتضح من سياق الحديث أن رئيس الوفد هو ناصر بن جماز العريفي لأنه ذكر أولاً.
أما ما ورد في كتاب تاريخ نجد للإمام حسين بن غنام في طبعته الرابعة من دار الشروق عام 1415هـ صفحة 111 فأورد ما نصه: (وفي سنة 1169هـ رفع الله عن أهل القويعية الشرك وهداهم إلى التوحيد، فوفدوا على الشيخ والأمير محمد في الدرعية فبايعوا على الإسلام، والتزام السمع والطاعة. ولقد صدقوا في تلك البيعة ووفوا، فلم ينخلعوا منها، ولم ينقضوا عهدهم وكان أول من اهتدى منهم ووفد على الشيخ والأمير: ناصر بن جماز العريفي وسعود بن حمد).
لذا نرجو ونكرر أن يتم نشر هذا الرد في نفس المكان الذي نشر فيه مقال الأخ عبدالله الجبرين وذلك إيضاحاً للحقيقة.
أما الأخ الكريم عبدالله بن علي الجبرين فأعتب عليه لعدم التحقق من صحة ما أورد من معلومات قبل نشرها في وسائل الإعلام.. هذا ولكم تحياتي الخالصة.
- عبدالعزيز عبدالله عبدالعزيز العريفي