تعقيباً على مقال الأستاذ سلمان بن محمد العُمري بزاويته (رياض الفكر) يوم الجمعة 6-3-1434هـ في العدد 14722، عن: (المتجهمون)، الذي أشار فيه إلى أن التجهم صفة بغيضة ومن الصفات المذمومة، لذا أبدلوها بالابتسامة التي هي كالسحر تبث الأمل في النفس وتزيل الوحشة من جوفها وتذيب الجليد وتنشر الارتياح، وأنها مفتاح العلاقات الإنسانية، فقد ركز المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام على الابتسامة.
فقال: (الابتسامة في وجه أخيك صدقة)، هذا أصدق تعبير واستشهاد يثبت لنا أهمية أن تبتسم وأن تضحك من القلب ولكن بحدود، فكثرة الضحك تميت القلوب ولكن سر الابتسامة له سحر خاص على الإنسان. فتخيل عزيزي القارئ كيف تكون تلك الانحناءة التي ترسمها على وجهك قادرة على أن تذيب أي خلاف وبها تكسب ود وقلوب الآخرين. لاحظ عندما اكتشف الدكتور سكوت فل مان عام 1982 بعض الرموز التي اختصرت آلاف الكلمات كالوجه المبتسم والوردة داخل شبكة الحاسب في جامعة كارنج ميلون، وهذا الاكتشاف العبقري الذي اختصر لغة التواصل الإلكتروني في الشبكة العنكبوتية وعزز مبدأ الابتسامة والحب من خلال رمز صغير وبسيط لا يحمل كلمات ولا معاني. انظر كيف خلف وراءه اليوم فوجاً من الأشكال والاختصارات التي تتخذ أشكالاً أخرى. ومن الجميل أن نرى فكرة بسيطة زرعت آلاف الابتسامات على وجوه الناس واستطاعت التعبير عن رأي مختصر في ضوء اتجاهاتك.
في الحقيقة سيظل الجميع مديناً لمثل هذه الأفكار الخلاقة، ولا عجب أن تكون هناك بدائل كثيرة تستطيع أنت أن تعمل بها وتنشر السلام والحب بين الناس من خلال ابتسامتك بين الناس ومواجهتهم بوجه بشوش مشرق دائماً.
- د. عواطف بنت عبد العزيز الظفر / وكيلة عمادة ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي بجامعة الملك فيصل