نحن في المملكة العربية السعودية حبانا الله بولاة أمر حريصون كل الحرص على ما من شأنه راحتنا، فما من غال أو نفيس إلا وأحبوا أن يجعلوه بين أيدينا فلله الحمد والمنة. إن ولاة أمرنا مع حرصهم وتفانيهم في جلب السعادة لنا دائما يوصون من تحت يده مسؤوليةَ أن يبذل قصارى جهده من أجل راحة المواطن أنى وُجد وأينما حل وارتحل، وإن ولاة أمرنا دائما يقولون إن غاب رقيبنا فلن يغيب رقيب الله، إن رعاية المصالح الحكومية عادة عندنا تناط رقابتها بأكثر من جهة حكومية، وهذا التداخل والازدواجية في الرعاية والرقابة قد يحدث أحيانا ربكا في مسيرة ومخرجات هذه المصالح ناهيكم عن شيء آخر ألا وهو أننا إذا جعلنا عدة جهات حكومية تشرف وتراقب فإن المسؤولية تضيع بين هذه الجهة وتلك! فكل يلقي باللائمة والتقصير على الطرف الآخر، ومن ثم لا نعلم من أين يأتي التقصير أو الإهمال، إنه من الواجب علينا والحالة هذه أن تسند المسؤولية والرقابة إلى جهة واحدة فقط كي يتسنى لنا الوقوف عن كثب على نواحي القصور والإهمال، كما أنه في الوقت نفسه إذا أنطنا المسؤولية بجهة واحدة فإننا نعلم ونقف عن كثب على جهود هذه الجهة وحسن رعايتها لما أوكل إليها، إن حقوق الدولة وحقوق المواطن أحيانا تضيع وتتوارى بين هذه الجهات الرقابية الكثيرة! فكم من حق للدولة ضاع، وكم من حق للمواطن فُقد.. إنه يمكنني أن أقول إن كل قصور يوجد هو بسب هذه الازدواجية والتداخل، إنه من اليسير بمكان متى ما قامت جهة حكومية واحدة بالرقابة فإنه من اليسير محاسبتها، إننا ولله الحمد في هذه البلاد الطاهرة يتغلغل الوازع الديني والضمير الحي في كل واحد منا كيف لا -والله سبحانه وتعالى رقيب حفيظ يرى من أحسن فيجازيه كما يرى من أساء فيعاقبه. إني أثمن غاليا تلك النصائح التي يوصي بها ولاة أمرنا لنا. إنني دائما أستمع إلى تلك التوجيهات والنصائح من ولاة الأمر لكل من أوكل إليه مهام خدمة الدين والوطن وولاة الأمر. إن الضمير الإنساني لن يحس بطعم السعادة ولن يهنأ له بال إلا إذا أتقن عمله، أما ذاك الشخص الذي لا يتقن عمله فإن لضميره وخزا سيقلقه كل ساعات الليل والنهار. ما أسعد شخص يضع رأسه على وسادته وقد أدى عمله بكل إخلاص فطوبى لكل شخص هذا ديدنه، وفق الله الجميع لطريق الصواب وأعان كل من أنيطت على عنقه المسؤولية.