بالأمس وأنا أقرأ التهاني الرسمية والإعلانات التبريكية التي تهنئ صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز بمناسبة تعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، أقول وأنا أقرأ تلك التهاني توقفت عند تهنئة رسمية من لدن صاحب السمو الملكي فيصل بن خالد أمير عسير وهو يهنئ (عمه) بهذا المنصب الجديد الذي يليق به ولا شك، بل يعد هذا المنصب ترسيخاً قوياً لأحد أركان الحكم وذلك لكون الأمير مقرن من أكثر الكفاءات الوطنية التي أورثها للمملكة المؤسس العظيم، فمقرن وأنا أراه للمرة الأولى خلال محاضرة حاشدة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وبعد انتهاء المحاضرة واختلاط الناس بالناس للسلام رأيت مجموعة من أصدقائي المثقفين يلتقون حول رجل يرتدي (مشلحا) أنيقا وكان يناقشهم أو يناقشونه في شأن ثقافي عميق، لذلك توجهت نحو الرجل والمجموعة وكان بعض المحيطين به على ما أذكر الصديق الدكتور عبدالله الغذامي والدكتور الصديق عبدالرحمن الفريح والشاعر الكويتي الساخر حمود البغيلي وآخرون من محرري الصفحات الثقافية في الصحف السعودية والذين لا أتذكر أسماءهم الآن، وما أن اقتربت من الجمع حتى عرفت أن الرجل المناقش هو صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل آنذاك ورحت أنصت إليه قبل أن أتقدم للسلام عليه فأدهشني بوعيه الثاقب وخوضه في أعقد القضايا الثقافية بمعرفة عالية، وبلا تكلف أو (رسمنه) بل بشفافية مطلقة وصراحة تعلوها الابتسامة النبيلة، وبعد ذلك سلَّمت عليه وأخذ يلوم المثقفين على عدم التواصل الوثيق مع منطقة حائل. ولكن سرني أن أراه..