وكأن العراق أوضاعه الأمنية مريحة لتدفع نظاماً حليفاً له أن يعمل على تفجير أوضاعه الأمنية بصورة تنذر بتفجير كبير لا يحتمله أي بلد، فكيف يكون الأمر في العراق الذي يتعرض لهجمات إرهابية وأعمال عنف وتظاهرات تربك الأجهزة الأمنية وتضعف حكومة المالكي؟!
نظام إيران المحكوم من قبل الملالي وعبر قوة القدس الإرهابية هاجمت معسكر ليبرتي غرب بغداد الذي يضم عناصر مجاهدي خلق، المنظمة التي تعارض النظام والتي نقل أعضاؤها من معسكر أشرف في محافظة ديالى إلى بغداد لغرض مزيد من السيطرة والتضييق عليهم استجابة لطلب نظام طهران.
معسكر ليبرتي تعرض لإطلاق ثمانية عشر صاروخاً مما تسبب في مقتل خمسة أشخاص وجرح 42 آخرين وقت صلاة الفجر في الساعة 5.45 دقيقة. وتدعو مجاهدي خلق للإطاحة بحكم ملالي طهران في إيران وحاربت في صفوف القوات العراقية تحت حكم الرئيس الراحل صدام حسين خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات.
وتحاول جماعة مجاهدي خلق الآن إعادة تشكيل نفسها كحركة إيرانية معارضة لكن وجودها لم يعد مرحبا به منذ مجيء الأحزاب الطائفية الشيعية إلى الحكم بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 الذي أطاح بصدام.
ويعتمد رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي بشدة على إيران ويلجأ إلى طهران للحصول على الدعم السياسي في الداخل وفي المنطقة الأوسع التي يهيمن عليها السنة حيث لا يوجد أصدقاء كثيرون له.
ووقع هجوم اليوم على معسكر مجاهدي خلق في المجمع العسكري الأمريكي السابق «كامب ليبرتي» في المنطقة الغربية من العاصمة العراقية حيث نقلت السلطات العراقية الجماعة المنشقة العام الماضي. وقال شرطي عراقي في القاعدة طلب عدم نشر اسمه: «في الساعة 5.30 صباحا تعرض مخيم الحرية غرب بغداد لهجوم بثمانية عشر صاروخ كاتيوشا وقد تسبب القصف بمقتل 5 أشخاص وجرح 42.»
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم مجاهدي خلق إن الجماعة لا تعرف على نحو مؤكد من الذي وراء هذا الهجوم لكنه قال إن قوة القدس الإيرانية مشتبه به محتمل وهي وحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني تركز بوجه خاص على العمليات العسكرية خارج البلاد.
وألقت جماعة مجاهدي خلق التي حذفت من القائمة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية في العام الماضي بالمسؤولية في هجمات سابقة على قوة القدس. وقادت جماعة مجاهدي خلق الإيرانية حملة ضد شاه إيران الراحل المدعوم من الولايات المتحدة أثناء السبعينات شملت شن هجمات على أهداف أمريكية.
وتعتزم الأمم المتحدة دراسة حالتهم لمنحهم وضع لاجئين في دول أخرى لكنهم شكوا من أن أحوال المعيشة في «كامب ليبرتي» سيئة ومن أنه لا يسمح لهم بجلب الكثير من حاجياتهم الشخصية. وناشدت مريم رجوي التي ترأس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقره باريس المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الإسراع بالعملية وطلبت من الحكومة العراقية إعادتهم إلى أن يحدث هذا إلى مقرهم السابق «كامب أشرف».
jaser@al-jazirah.com.sa