قبل أربع سنوات وتحديداً في الفترة من “19-21” من أكتوبر 2008م عُقد في محافظة جدة أول منتدى عربي يهدف لحماية المستهلك من الغش والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية، كان ذلك حدثاً مهماً استقطب كافة شرائح المجتمع، سواء فئة التجار أو المستهلكين، وبذلت مصلحة الجمارك السعودية جهوداً كبيرة نالت تقدير وثناء ........

المشاركين من جميع الدول العربية والاتحادات الجمركية والمنظمات العالمية، وكان التحدي في أن تنجح الجمارك السعودية في ترجمة توصيات هذا المنتدى قبل المنتدى القادم وكان لها ما أرادت، ولم يأت المنتدى الثاني الذي عُقد في العاصمة الرياض منذ قرابة سنتين وتحديداً في الفترة من 10ــ12-10-2010م إلا وقد ترجمت ذلك إلى واقع ملموس

شارك في المنتديين وفود من جميع الدول العربية وبعض المنظمات العالمية وكذا الاتحادات الجمركية، بالإضافة إلى بعض المهتمين من القطاع الخاص, وجمعيات حماية المستهلك، وقُدم الكثير من أوراق العمل من خلال العديد من ورش العمل المختلفة.

ومنذ أيام أعلن معالي مدير عام الجمارك السعودية الأستاذ صالح الخليوي خلال مؤتمر صحفي عن المنتدى العربي الثالث لمكافحة الغش والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية، وقال عن ما تحقق من نتائج بعد المنتديين السابقين :( يأتي في مقدمة ما تحقق بناء وتطوير ثقافة مكافحة هذه الظاهرة لدى معظم موظفي الجهات المعنية بمحاربة هذه الظاهرة وتوعية المستهلكين بخطورة المواد المغشوشة والمقلدة على سلامتهم وصحتهم وكذلك إبراز هذه الظاهرة إعلاميا مما نتج عن ذلك إيجاد نوع من الشراكة بين القطاعين: العام والخاص، وكذلك التنسيق فيما بين الجهات المعنية وتبادل المعلومات).

آفات ثلاث قد تكون أكثر ما تعاني منه المجتمعات المتقدمة وغيرها على حدٍ سواء، فالغش تجاوز الأشياء الاستهلاكية البسيطة إلى الغش في الدواء وقطع الغيار والأجهزة الطبية وغير ذلك من المواد والمستلزمات المؤثرة في حياة الناس، لذا بات من الضرورة بمكان تكثيف التوعية وتنوعها، وان لا تكون قاصرة على وسائل الإعلام والإعلان فقط، بل العمل بشكل أكبر وأعمق مثل ما تقوم به مصلحة الجمارك السعودية من إقامة هذا المنتدى وما يصاحبه من ورش عمل تقدم فيها العديد من أوراق العمل المختلفة ومن شخصيات مختلفة سعودية وعربية وأجنبية، مما أحدث كبير الأثر في عملية التوعية خاصة بين المعنيين.

السؤال الذي يأتي طائعاً ونحن نتحدث عن آفات تمس حياة جميع فئات المجتمع دون استثناء، كيف للمواطن أن يستفيد من هذه التظاهرة العلمية التوعوية الهامة؟

أعتقد أن المسؤولية تقع على عاتق وسائل الإعلام بكافة أشكاله وأنماطه، فيكون مبادراً لتوثيق هذا الحدث ونشره وبثه لتعم الفائدة الجميع أن لا تكون مقتصرة على المعنيين والحاضرين.

إن قضية الغش والتقليد خاصة في المجتمعات المسلمة قضية تدين قبل أن تكون أي شيء آخر، فالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- هو من قال (من غشنا فليس منا) ولذا، فهي مسألة تثقيف وتعليم قبل أن تكون قضية خطر وضرر.

المنتدى الثالث لمكافحة الغش والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية المقرر عقده في مدينة الرياض بداية الشهر الثالث الميلادي حدث حري بكافة وسائل الإعلام توثيق فعالياته وبثها للمواطن العربي مشاركة في بث الوعي بين كافة المواطنين نظراً لجسامة الخطر من تهاوننا من هذه الآفات الثلاث.

جزيل الشكر للقائمين على هذه المنتديات، وكل المنى بأن يحقق المنتدى القادم ما يتطلع له منظموه وعموم المواطنين في كافة الوطن العربي الكبير.

والله المستعان..