ألقت سلطة دبي القبض على شاب سعودي مقيم ارتكب 400 مخالفة مرورية، تقدّر غراماتها بـ356 ألف درهم، وفترة حجز مستحقة على سيارته تصل إلى 1000 يوم. وبرغم اللوم الشديد لهذا الشاب؛ إلا أن التبرير الوحيد له هو اعتياده في بلده على المخادعة حين ارتكابه مخالفات مرورية وعدم معاقبته.
وليس بعيداً عنه ما قام به مجموعة من السعوديين المسافرين إلى دولة الإمارات في الإجازات بارتكاب مخالفات فادحة مثل طمس وتشويه وإخفاء أرقام ومعالم لوحات سياراتهم تحسباً للرادار على الطرق السريعة، بهدف التحايل أثناء قيادتهم بسرعة تفوق الحدود المسموح بها، مما حدا بإدارة المرور هناك لحجزهم ومركباتهم وتحويلهم للقضاء، وعدم قبول الكفالة للمتهمين بمثل هذه القضايا التي أصبحت ظاهرة يستغلها البعض بتنفيذ جرائم خطيرة، ولا شك أن ذلك التصرف السيئ يحز بنفس كل مواطن.
ولرفع الحرج مع دولة الإمارات الشقيقة فقد تدخلت السفارة السعودية وقامت بتسوية أوضاع أولئك السياح المخالفين ودفعت الغرامات عن بعض المواطنين ممن لديهم ظروف خاصة! وأعجب من سائح لديه ظروف خاصة وسيولة مادية ضعيفة ويستمتع بالسفر ويقترف مخالفات مرورية!
وما يزيد الأسف أن هذه الظاهرة السيئة لم تحدث فقط في الإمارات، بل أيضاً في قطر، حيث تم استدعاء سبعين سعودياً لذات المخالفة وهي طمس رقم اللوحة من أجل التهرب من الرادار الذي وضع بالأصل لحفظ سلامة السائق والركاب، وليت أولئك المخالفين يدركون أن القانون هو مظلة حماية للناس بأي بلد في العالم، وأن التقيد بشروط السلامة المرورية لا يقلل من شأن الملتزم بها بقدر ما يرفع من مكانته ويظهر مدى أخلاقياته واحترامه لنفسه وللبلد الأصل أو الزائر له.
ولأن أولئك السياح قد أوقعونا بالحرج أمام دولة شقيقة يحترم سكانها نظام المرور؛ فيبدو أن الأمر قد تعدى السلوك المروري وتجاوزه للبعد الأخلاقي! وهو ما يستلزم تأصيل احترام الأنظمة والقوانين بعمومها بالتوعية والتثقيف والتوجيه والتأديب والعقاب إن تطلبت الحالة، وبالذات النظام المروري وما يفضي له تجاوزه من مآسٍ وكوارث. فالمستشفيات تنوء بمنوميها من ضحايا حوادث السيارات سواء بسبب السرعة أو قطع الإشارات، وهو ما يجعلنا نشيد بمن سنَّ (نظام ساهر) الذي حدّ من كثرة الحوادث. ولو أضافت إدارة المرور عقوبة أخرى لكبح جماح المخالف وهي تطبيق نظام (نقاط المخالفات) بعد تجاوزه عدداً منها، حيث تسحب رخصة القيادة ويحرم منها! ولأن احترام الأنظمة جزء من منظومة أخلاقية واسعة؛ فتأديبه وعقابه في بلده أفضل من أن تعاقبه دولة أخرى!
وفي حين نشيد بأنظمة الدول الأخرى، فبالمقابل يضيق بعضنا بتطبيقها في بلادنا ولا يحترمها ويتحايل عليها، بل إنه يعد الخداع والمراوغة انتصاراً عليها وزهواً بنفسه رغما أنها وضعت لأجله ولسلامته.
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny