أعاد مُنتخبنا الثقة لجماهيره.. وللقائمين عليه.. وقبلهم أعاد الثقة لنفسه ولنجومه.. من خلال الفوز في لقاء الصين الأخير.. الذي ترجم جُهودا بُذلت من الجهازين الفني والإداري واللاعبين..!
لعل من أجمل الأشياء التي لمسناها في اللقاء.. هي الروح العالية التي كان عليها اللاعبون.. وإصرارهم على الكسب.. وجديتهم في الملعب طوال الـ 90 دقيقة..!
هذه الروح التي كان عليها مُنتخبنا.. تُحسب للقائمين عليه.. الذين نجحوا على الرغم من قصر المُدة في تولي مهامهم.. في بناء الطموح داخل نفوس اللاعبين.. بعد المُستويات الهزيلة.. والخسائر المُتوالية في مُشاركات مُختلفة.. وكان إبعاد الهولندي ريكارد ناجحاً بكل المقاييس.. خاصة بعد أن ثبت للجميع بأن المُدرب قضى على الكثير من المُكتسبات.. ويكفي أنه من المُدربين الذين يميلون للتجديد لمُجرد التجديد..!
فوزنا على الصين.. يجب أن نعتبره خطوة أولى نحو إعادة وهج الأخضر.. الذي ما زال يُعاني من تراكمات الماضي.. وعلاجه لن يتم في يوم وليلة.. فالعمل يُفترض أن يستمر.. وأن لا يتوقف عند هذا الحد.. خاصة أن التصفيات ستستغرق مُدة طويلة.. وفرصة الإصلاح الكامل قائمة بشكل كبير..!
والحالة المعنوية الجيدة.. بعد نقاط الصين يجب أن تُستثمر في العمل الجاد.. ومنح الثقة لكل العناصر من خلال تكثيف اللقاءات التجريبية.. والتركيز بصورة أكبر على تقوية منطقة الدفاع التي لا يزال يُعاني من الأخطاء الفردية والجماعية.. وأهم السُبل في تقوية الدفاع برأيي أنه إلى جانب اختيار الأفضل.. يجب الثبات عليهم سواء في المُباريات الودية أو الرسمية.. حتى يتحقق الانسجام بين أهم نُقاط الضعف في مُنتخبنا..!
«هاتوا الفلوس اللي عليكم»
تعيش مُعظم الأندية السعودية.. فترات حرجة جداً قبل إغلاق فترة تسجيل اللاعبين المُحترفين.. بسبب مُطالبتها من قبل لجنة الاحتراف إنهاء كل التزاماتها المالية.. وعمل مُخالصات مع من انتهت عقودهم.. وتسليم المُوجودين منهم رواتبهم الشهرية..!
والسبب في أن الأندية تعيش حرجاً شديداً.. يعود إلى الرواتب الضخمة للاعبين.. ولا تستطيع تلك الأندية توفيرها على الأقل بشكل مُنتظم.. أمام قلة مداخيلها من جهة.. وأمام عزوف العديد من أعضاء الشرف عن الدعم من جهة أخرى.. وعلى الرغم من ذلك فاللاعب ليس له ذنب فيما يحدث.. ومن حقه تسلُّم مُستحقاته دون تأخير.. وهذه في نظري لن تُحل سوى في الخصخصة المُنتظرة..!
لكن أمام كُل ذلك.. نجد أن لجنة الاحتراف التي تُهدد.. وتتوعد الأندية بعدم قيد مُحترفيها إلا بعد إيفائها ماليا تجاه مُحترفيها.. نجد أنها لم تلتزم فيما عليها.. بل الالتزام في واد ولجنة الاحتراف في واد آخر.. فلجنة الاحتراف مُتأخرة في سداد إعانة الاحتراف لثلاث دفعات تتجاوز المليونين ريال لكل ناد.. هذا فضلا عن مبالغ تخص النقل التلفزيوني لم تُستلم من فترة طويلة.. !
تأخير الرواتب لم يقتصر على اللاعبين فقط.. فحتى مسؤولو الاحتراف في الأندية لم يستلموا رواتبهم لعامين على الأقل.. والسبب من لجنة الاحتراف نفسها.. لذلك نقول : هاتوا الفلوس اللي عليكم.. ادفعوا حقوق الأندية لدى اتحاد القدم.. ثم بعد ذلك طالبوها..!!
فرصة الرائد التاريخية
يبدو أن فريق الرائد.. بات على أعتاب دخول مجد تاريخي.. وتحقيق ذلك لا يفصله عنه سوى خطوة النصر على النصر..!
وفق الفلسفة المعروفة.. فالكرة لا تعرف إلا من يبذل لها.. ويُعطيها بسخاء.. وتشيح بوجهها لمن يتعامل معها بغرور.. وكبرياء.. وغطرسة.. ولذلك فلا أعتقد أن الرائد سيتعامل مع لقاء اليوم.. بغير البذل.. والحماس.. والعطاء بروح عالية.. فهم أمام فرصة تاريخية قد لا تسنح لهم ولا حتى بعد سنوات طويلة..!
صحيح أن النصر يشهد تكاملا في صفوفه لم يشهده من قبل.. وصحيح أيضاً بأنه أفضل عناصرياً من مُنافسه.. ولكن هذا لا يعني أنه الأقرب للوصول لنهائي الكأس.. وبالذات إذا نجح الرائد في كيفية التعامل مع المُباراة وظروفها.. وسيرها مُدربه وفق المنطق والمعقول.. واللعب على إمكانات لاعبيه.. ولا أحد يغفل أن تشكيل الرائد سيكون اليوم وفق نظرة إدارية أكثر منها فنية.. بحكم أن مُدرب الفريق المقدوني ما زال جديدا.. ولم يتعرف بعد على إمكانات فريقه.. وربما هذا ساعد الفريق كثيرا.. كون الرائديين وبالذات إدارتهم.. اشتكت من سوء اختيارات مُدرب الفريق السابق عمار السويح..!
للإيضاح
أستغرب من الذين يُرددون أن الرائد (لو) وصل لنهائي الكأس سيُكرر إنجاز التعاون.. وهذا غير صحيح لسببين: الأول.. أن الكأس التي وصل إليها التعاون كانت تحت مُسمي كأس الملك عكس التي يطمح الرائد الوصول إليها كأس ولي العهد، أما السبب الآخر فإن التعاون وصل للنهائي وهو مُصنف ضمن أندية الدرجة الأولي والرائد حالياً ضمن الأندية المُمتازة وإنجاز التعاون لم يُحققه أي من أندية الأولى!
yazid1_5@msn.com